بقلم / محمد سالم بارمادة
الرابع عشر من شهر أكتوبر من عام 1963م مثل انطلاق الشرارة الأولىللثورة في جنوب اليمن ضد الاستعمار البريطاني، بقيادة الشهيد راجحبن غالب لبوزة, وقد كانت من أعظم الثورات العربية خلال النصف الثانيمن القرن العشرين, وقد هدفت هذه الثورة إلى إسقاط الحكم السلاطينيوالذي صنف بأنه رجعي متحالف مع المستعمر البريطاني, والى إعادةتوحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلاميةعلى أسس شعبية وسلمية, واستكمال التحرر الوطني بالتخلص منالسيطرة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية, وإقامة نظام وطني علىأسس ثورية سليمة يغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادلومتطور, كما هدفت أيضاً إلى بناء اقتصاد وطني قائم على العدالةالاجتماعية يحقق للشعب السيطرة على مصادر ثرواته, وتوفير فرصالتعليم والعمل لكل المواطنين دون استثناء, وإعادة الحقوق الطبيعيةللمرأة ومساواتها بالرجل في قيمتها ومسئولياتها الاجتماعية, وبناء جيشوطني شعبي قوي بمتطلباته الحديثة تمكنه من الحماية الكاملة لمكاسبالثورة وأهدافها .
أن ثورة الـ14 من أكتوبر المجيد تحكي لنا قصة التلاحم الشعبي فيطول اليمن وعرضه وتكامل نضال تجاوز المشاريع المناطقية و السلالية وتحكي لنا فصولاً من العلاقة التكاملية بينها وبين ثورة 26 من سبتمبر, حيث تجسدت في معاني النضال المشترك للثوار ضد الكهنوت الأماميوالاستعمار البريطاني, وتوجت بالانتصار العظيم لإرادة اليمنيين وطردالمحتل البريطاني من كامل التراب الوطني, وتم استعادة الأرض من قوةلا تقل همجية واستباحة للأرض واستعباداً للإنسان عن تلك التي ثارضدها في الشمال ثوار ثورة 26 سبتمبر .
إن ثورتي سبتمبر وأكتوبر من أعظم الثورات التي غيرت مجرى التاريخاليمني لكنها لم تكن صدفة, ولكنها مرت بمراحل نضالية عديدة قُدمخلالها قافلة من الشهداء سواء من أبناء المحافظات الجنوبية أوالمحافظات الشمالية, فوحدة الأهداف والغايات لثورتي سبتمبر وأكتوبرالمجيدتين دليل كبير للعلاقة التكاملية بين روادها التي عضدت قوة الكفاحفي شمال اليمن وجنوبه .
لقد جاءت ثورة الـ14 من أكتوبر تتويجاً لنضال الشعبِ اليمني العظيمفي وجه الاستعمارِ البغيض، لتتكامل واحديه الثورة اليمنية سبتمبروأكتوبر وتتصل وحدة النضال اليمني الأصيل ضد الاستعمار البغيضوالاستبداد ألإمامي الظالم ومثلت ثورة أكتوبر منعطفاً هاماً واستثنائياًفي تاريخ اليمن المعاصر، قهرت المستعمر وانتصرت للإرادة الشعبيةوالأهداف العظيمة والقيم الإنسانية النبيلة، وستبقى ذكرى هذه الثورةحية في قلوب الأجيال يستلهمون منها المعاني السامية، وتمنحهم الثقةبقدرة الشعب على تحقيق التطلعات مهما كان حجم التحديات, لذا ينبغي على اليمنيين الانتصار لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ودماءالشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة لإزاحة الظلم والاستبداد عنكاهل أبناء الشعب اليمني, والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربهمنصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقراروالازدهار .
اضف تعليقك على المقال