بقلم / محمد سالم بارمادة
بعد أيام قلائل سيحتفل أبناء الشعب اليمني بمرور ثمانية وخمسون عامًا بالتمام والكمال مضت وانطوت صفحاتها على ثورة 26 سبتمبر المجيدة، تعاقبت عليها أجيال وراء أجيال, ثورة شعب حر أبّي ضحى بالغالي والنّفيس من أجل بصيص أمل في بحر من اليأس, ثورة استرداد لكرامة وحرية كل اليمنيين الذين عانوا من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية والحرية المفقودة ومن كل قيم التخلف والتضليل والشعوذة والدجل, ثورة جاءت للتحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتها وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .
ثمانية وخمسون عاماً من حكم الشعب بالرغم من كل المحاولات لطمس الهوية السبتمبرية واستبدالها بهويات أخرى دخيلة على الشعب اليمني وانتماؤه العروبي, والطموح المتواصل لاستعادة زمن الملكية التي ثار عليها الشعب بهذه الثورة السبتمبرية الخالدة، معززا بشعور طائفي استغلته إيران من أجل بسط نفوذها على اليمن .
تأتي الذكرى الثامنة والخمسون لثورة 26 سبتمبر ونحن نمضي في طريق القضاء على المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية الإرهابية التي انقلبت على الشرعية الدستورية وارتكبت ولا تزال تُرتكب حتى يومنا هذا انتهاكات جسيمة بحقوق الإنسان منها ما قد يصل إلى جرائم الحرب في مختلف أنحاء اليمن, وينشروا الفساد والرشوة والمحسوبية والتي بدورها قضت على العدالة الاجتماعية وأثارت الشحناء والبغضاء بين المواطنين .
تهل علينا الذكرى الثامنة والخمسون لثورة 26 سبتمبر والوطن يعيش في هذه الأيام مرحلة دقيقة وصعبة وحسّاسة، تتطلّب معالجة استثنائية واهتماماً مركّزاً من قبل الجميع, الذين يشكلون جوهر وجوده، وعلّة حضوره، من حيث هو وطن يجب أن يصان بالتضحيات والتنازلات من قبل الجميع .
أخيراً أقول .. ستظل ثورة 26 سبتمبر ثورة شعب حُر أبّي, ثورة كانت ولا زالت اشرف وأعظم وأهم حدث حصل لليمن في التاريخ الحديث, مهما تآمر المتآمرون الانقلابيون الحوثيون الإيرانيون السلاليون وسيهزمون حتماً, فلا سبتمبر إلاّ السادس والعشرون وما سواه انقلابٌ باطل, والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار ..
اضف تعليقك على المقال