ارسال بالايميل :
5617
بقلم / جلال الشرعبي*
من الواضح أن الحوثيين يواجهون مأزقاً أمام أنصارهم بعد موافقتهم على حضور الأمم المتحدة الكبير بالحديدة ولذلك باتوا يستعجلون الإعلان عن تسليمهم الميناء بطريقة بهلوانية إلى قوات تابعة لهم وماجرى فقط هو تغيير ملابسها من مدنية إلى عسكرية.
هذا الالتفاف الحوثي على قرارات استوكهولم التي تنص أن يكون الإشراف مشترك من اللجان المشتركة على الانسحابات مع الأمم المتحدة يحتاج إلى صرامة في الرد..
دعونا من هذا الهراء فهو ليس بجديد على الحوثيين الذين يتشبع تاريخهم بالتراهات والنكوص بالاتفاقات والغدر ودعونا نتسائل لماذا يحاول الحوثيين الإيحاء بأن ما يجري بالحديدة نتيجة لتفاهمات سرية مع المملكة العربية السعودية ؟
يعرف الحوثيون أنهم أصبحوا مكشوفين أمام السعودية بشكل واضح وأن التذاكي بإطلاق تصريحات مجاملة للمملكة أحياناً واستعدادهم للجلوس والتفاهم أمر كان مطروح في ظهران الجنوب وأضاعوا الفرصة التي لن تتكرر وأن مابقي الآن إما سلام يتم طبقاً لروح الاتفاقات الدولية ونصوصها و إما حرب تجعلهم يخرجون من الحديدة صاغرين .
يريد الحوثيون تجاوز الشرعية والتقليل من تأثيرها ووجودها وبالمقابل يريدون الانتقام من الإمارات التي مرغت أنوفهم التراب في طول الساحل الغربي بقوات تم إعدادها وتأهيلها وتجهيزها بأشهر قليلة وهاهي تضع أقدامها بعد أن عبرت مائتي كيلو داخل مدينة الحديدة .
وفي الجهة الأخرى من قلة العقل نجد الرئيس عبدربه منصور هادي كمن يرى القوات التي تقاتل بالساحل الغربي بنصف عين ويحاول تجاوزها وهو يتحدث عن المدينة والميناء والسلام ويقاسمه في الخجل والتقليل من النجاحات العسكرية للقوات المشتركة شركائه في الدولة من الإخوان المسلمين الذين يَرَوْن أَي اتفاق بالحديدة مقبول ومرحب به مادام سيخفف عنهم لوم إخفاقهم في الجبهات الأخرى التي يقاتلون فيها منذ أربع سنوات من ناحية ولا يكتب النصر العسكري الكامل للقوات المشتركة التي يَرَوْن فيها بقايا عفاش وانتصارها فيه إحياء لحزب المؤتمر الشعبي العام وحضور للإمارات ، وكلها مهلكات موبقات في نظرهم من ناحية أخرى .
تقول معلومات مؤكدة أن الحوثيين سحبوا قوات لهم من الحديدة استعداداً لشن هجوم كبير في تعز والبيضاء بهدف رفع الروح المعنوية لأنصارهم الذين أصيبوا بالصدمة عندما وجدوا قيادتهم تتفق على تسليم مدينة الحديدة ومينائها مع الصليف ورأس عيسى للأمم المتحدة أداة أمريكا التي يدعون عليها بالموت كل وقت وحين .
وعلى كل حال لا يجب الركون كلياً إلى دور نظيف للأمم المتحدة بالحديدة ولا الإتكال على صفاء نية السلام كمطلب كون أكبر عملية احترام لحقوق الانسان لأبناء الحديدة هي تخليصهم من مليشيات الحوثي .
عموماً المؤشرات الأولية التي يطلقها الحوثيون (مرفق لكم تقرير لقناة المسيرة) ليست جيدة ولا توحي بالسلام قدر ما تبعث إحساس بالمهزلة وبالاستعداد لمعركة مراوغة أوسع وأن ماهم بحاجته الآن هو قسط من الراحة يلتقطون فيه أنفاسهم ويعيدون إنتاج مسلسلاتهم المكسيكية عن السلام منذ العام 2004 وحتى الآن ؟
ولهذا يجب أن تكون الأيادي الممدودة للسلام جاهزة في الوقت ذاته على الزناد ِوفي يقضة على الدوام.
*المقاله
تعبر عن راي كاتبها وليس بالضرورة عن راي ( يمن اتحادي)
اضف تعليقك على المقال