الكاتب : عمر الحار
استجابة اسرائيل وحماس لخطة الرئيس الامريكي بشان احلال السلام في غزة بعد نكبتها ، ودمارها وخرابها لا خراب مالطه . مما يعني اقترابه من تحقيق حلمه في الحصول على جائزة نوبل للسلام . في خروج سافر على اهدافها الانسانية ، بحسب كثير من المحليين ، دون احتسابها كبادرة في تاريخ منح الجائزة التي ذهبت في الاونة الاخيرة لاشخاص كانوا سببا في نكبات اوطانهم وبالذات في البلدان العربية ، مما عرض سمعة الجائزة لهزات عنيفة فقدت على اثرها قيمتها المعنوية الكبيرة التي يشار اليها بالبنان .
ولم يكن فوز الرئيس ترامب باحلال السلام في غزة بمستغربٍ ، بقدر الاستغراب من حلمه بالفوز بالجائزة ، التي برر استحقاقه لها بعديد من الانجازات السياسية الكبرى التي حفل بها تاريخه الرئاسي ، مدعيا اخماده لاكثر من ستة حروب في دول متفرقة من العالم ، ليتوجهها بايقاف حرب ابادة غزة واقرار السلام فيها ، مهما كانت نتائج معادلتها المحسوبة مقدما لصالح اسرائيل . على حجم تضحيتها بالمقاومة الاسلامية حماس ، و شطبها من طرفي المعادلة فور الانتهاء من البروتكول الشكلي للمفاوضات ايذانا بانتهاء صلاحية وجود المقاومة في قطاع غزة ، وطي صفحة حماس و يومياتها القتالية منها ، تحاشيا من ذكر الجهادية المفردة المثيرة لذعر امريكا و اسرائيل .
ولم تعمل خطة ترامب على تحقيق سلام الشجعان في غزة ، لانحيازها الكلي و الواضح سياسيا وعسكريا لصالح اسرائيل . واندفاع العرب نحوها من اجل حفظ مياه وجوههم مما يجري من اجرام وحشي غير مسبوق بحق اهالي القطاع لاكثر من سبعمائة وعشرين يوم عصيب .
وتؤكد عملية ذهاب جائزة نوبل لرئيس ترامب حال حدوثها ، حقيقة اعترافه العلني في ولايته الرئاسية الاولى بانتهاء عهد المثالية في السياسة الامريكية ، وان لم يشر الى دخولها لنظام التفاهة الذي يقر من خلاله مؤلفه الفليسوف الكندي الان دونو "بان الزمن قد تغير ، فالتافهون قد أمسكوا بالسلطة". عبارة تختصر بعمق مايعيشه العالم اليوم من فوضى وتقلبات في الدين و الاخلاق و السياسة والاقتصاد في كل البلدان .
اضف تعليقك على المقال