يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

هل يحقق الحلم ؟!

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار 

استجابة اسرائيل وحماس لخطة الرئيس الامريكي بشان احلال السلام في غزة بعد نكبتها ، ودمارها وخرابها لا خراب مالطه . مما يعني اقترابه من تحقيق حلمه في الحصول على جائزة نوبل للسلام . في خروج سافر على اهدافها الانسانية ، بحسب كثير من المحليين ، دون احتسابها كبادرة في تاريخ منح الجائزة التي ذهبت في الاونة الاخيرة لاشخاص كانوا سببا في نكبات اوطانهم وبالذات في البلدان العربية ، مما عرض سمعة الجائزة لهزات عنيفة فقدت على اثرها قيمتها المعنوية الكبيرة التي يشار اليها بالبنان .

 ولم يكن فوز الرئيس ترامب باحلال السلام في غزة بمستغربٍ ، بقدر الاستغراب من حلمه بالفوز بالجائزة ، التي برر استحقاقه لها بعديد من الانجازات السياسية الكبرى التي حفل بها تاريخه الرئاسي ، مدعيا اخماده لاكثر من ستة حروب في دول متفرقة من العالم ، ليتوجهها بايقاف حرب ابادة غزة واقرار السلام فيها ، مهما كانت نتائج معادلتها المحسوبة مقدما لصالح اسرائيل . على حجم تضحيتها بالمقاومة الاسلامية حماس ، و شطبها من طرفي المعادلة فور الانتهاء من البروتكول الشكلي للمفاوضات ايذانا بانتهاء صلاحية وجود المقاومة في قطاع غزة ، وطي صفحة حماس و يومياتها القتالية منها ، تحاشيا من ذكر الجهادية المفردة المثيرة لذعر امريكا و اسرائيل .

ولم تعمل خطة ترامب على تحقيق سلام الشجعان في غزة ، لانحيازها الكلي و الواضح سياسيا وعسكريا لصالح اسرائيل . واندفاع العرب نحوها من اجل حفظ مياه وجوههم مما يجري من اجرام وحشي غير مسبوق بحق اهالي القطاع لاكثر من سبعمائة وعشرين يوم عصيب .

وتؤكد عملية ذهاب جائزة نوبل لرئيس ترامب حال حدوثها ، حقيقة اعترافه العلني في ولايته الرئاسية الاولى بانتهاء عهد المثالية في السياسة الامريكية ، وان لم يشر الى دخولها لنظام التفاهة الذي يقر من خلاله مؤلفه الفليسوف الكندي الان دونو "بان الزمن قد تغير ، فالتافهون قد أمسكوا بالسلطة". عبارة تختصر بعمق مايعيشه العالم اليوم من فوضى وتقلبات في الدين و الاخلاق و السياسة والاقتصاد في كل البلدان .

اضف تعليقك على المقال