يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

لا تنتظروا الدولة من أنقاض الميليشيات

عادل الشجاع

 

الكاتب : عادل الشجاع 

من المثير للغضب، بل للشفقة، أن لا يزال هناك من ينتظر من الحوثيين أو الانتقالي أو أي ميليشيا مسلحة أن تأتي بحل للأزمة اليمنية أو أن تعيد الدولة، كيف لمن هدم الدولة أن يعيد بناءها؟ وكيف لمن شرع الفوضى أن ينتج نظاما؟ وكيف لمن يحمل السلاح خارج شرعية الوطن أن يكون حاميه؟!.

الميليشيات لا تبني أوطانا، بل تمزقها، لا تعرف إلا منطق القوة، ولا تعترف إلا بسلاحها، ولا تؤمن إلا بمصالح قادتها، الحوثي جاء بانقلاب دموي، صادر مؤسسات الدولة، وسخر موارد الشعب لخدمة مشروع طائفي دخيل لا يمت لليمن بصلة، والانتقالي لم يكن يوما مشروع دولة، بل نسخة أخرى من عقلية التفرد والوصاية، يبدل الشعارات حسب المصلحة، ويقيم تحالفاته على حساب وحدة البلاد ومصيرها..

أي وهم هذا الذي يجعل البعض يراهن على قوى مسلحة خارج مؤسسات الدولة، تتحرك بأوامر خارجية، وتعيش على تغذية النزاعات؟ هل يعقل أن تنتظر من آكل الجسد أن يضمد الجرح؟ ومن غاصب البيت أن يحرسه؟ من ينتظر من هؤلاء حلا ، كمن ينتظر المطر من فم التنين!.

اليمن بحاجة إلى دولة، لا دويلات، إلى جيش وطني، لا تشكيلات مناطقية، إلى مشروع جامع، لا مشاريع انتقام، ولا يمكن لدولة أن تقوم وهناك من يحتكر السلاح، ومن يفرض سلطته بقوة الأمر الواقع، ومن يدعي تمثيل الشعب وهو لا يعرف عنه إلا كيف يذله ويجوعه..

فلتكن الأمور واضحة: لا سلام مع من يقتات على الحرب، لا دولة مع من يحكم خارج القانون، ولا مستقبل يبنى على ركام الخراب الذي زرعته الميليشيات..

إن الرهان يجب أن يكون على اليمنيين الأحرار، لا على من قايضوا دماء اليمنيين بالمال والسلاح، على مؤسسات وطنية حقيقية، لا على كيانات شاذة ترفع شعارات زائفة وتغرق الوطن في مستنقع لا قرار له..

فمن أراد استعادة الدولة، فليؤمن بها أولا، ومن أراد السلام، فليخلع ثوب الميليشيا، أما من ينتظر من تجار الحروب أن يأتوا بالحل، فذلك انتظر المستحيل، وأضاع الوقت، وشارك - بجهل أو بتواطؤ - في إطالة مأساة اليمن..

اضف تعليقك على المقال