يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

علي عبد المغني.. القائد المفكر وصانع فجر سبتمبر

عبدالسلام الدباء

 

الكاتب : عبد السلام الدباء*

الشهيد البطل علي عبد المغني .. لم يكن اسماً عابراً في مسيرة النضال الوطني اليمني، بل كان العقل المدبر والمخطط الأول لثورة 26 سبتمبر 1962م .. فقد استطاع بعقله المتقد ووعيه المبكر أن يحوّل أحلام اليمنيين بالحرية والكرامة إلى واقعٍ ثوريٍّ صنع بداية فجر جديد لليمن.

★ نشأة صنعت قائداً :

وُلد علي عبد المغني في أواسط أربعينيات القرن الماضي ببيت ريفي متواضع في مديرية السدة بمحافظة إب. فقد والده صغيراً، فتولت والدته تربيته ورعايته .. ورغم شظف العيش، حرصت والدته على تعليمه، فكانت الداعم الأول له في مشوار حياته .. تلك المرأة الصابرة غرست في قلبه قيم العزة والكرامة، وهي القيم التي ظل يحملها حتى لحظة استشهاده.

★ منذراً بالثورة ومؤسساً للتغيير :

انخرط مبكراً في التعليم العسكري، وهناك كوّن وعيه الثوري والتقى رفاق دربه من الضباط الأحرار .. كان يؤمن أن خلاص اليمن لن يكون إلا بثورة تُسقط حكم الكهنوت الإمامي، وأن التغيير يحتاج إلى تنظيم وتخطيط وليس مجرد اندفاع عاطفي .. لذلك أخذ على عاتقه مهمة التخطيط الدقيق ووضع الخطط العسكرية والسياسية لنجاح الثورة.

★ عرضه على السلال.. نكران الذات وتغليب المصلحة الوطنية :

قبيل انطلاق الثورة، أدرك #علي_عبدالمغني أن نجاحها يتطلب السيطرة على السلاح .. فتوجه إلى المشير عبد الله السلال الذي كان حينها مديراً لقصر السلاح، وعرض عليه أن يفتح مخازن السلاح للثوار .. لكنه لم يكتفِ بهذا، بل قدّم تنازلاً عظيماً يكشف حجم إيمانه بالوطن، إذ اقترح أن يتولى السلال قيادة الثورة باعتباره الأقدم رتبة، مقابل تمكين الضباط الأحرار من السلاح اللازم للمعركة.

لقد كان ذلك الموقف تجسيداً لأسمى صور نكران الذات، فقد وضع مصلحة الثورة فوق طموحه الشخصي، وأثبت أن همه الأول كان إنجاح الثورة لا اعتلاء المناصب.

★ العظمة التي خلدها التاريخ :

قاد علي عبد المغني الثورة، وخاض معاركها الأولى بكل شجاعة، لكنه ارتقى شهيداً بعد أيام قليلة من اندلاعها، لتتحول قصته إلى رمز خالد للتضحية والفداء .. لم يعش طويلاً، لكن أثره سيظل ممتداً، لأنه لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان مشروع وطن وأمة وحلم شعب بأكمله.
___
*مستشار وزارة الشباب والرياضة

اضف تعليقك على المقال