يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الحوثية خداع دغدغ مشاعر الشعب في لحظة ضعف ..

عبدالناصر العوذلي

 

الكاتب : عبدالناصر بن حماد العوذلي 

حين خرجت قطعان الحوثية من صعدة  وصولا الى صنعاء كانت قيادتهم تخاطب الشعب بلغة المنقذ  ولغة الناصح .

رفعوا ثلاثة شعارات براقة كلها لو نظرت لها من زاوية التأمل لوجدتها شعارات لصالح الشعب .

الشعار الأول ..
 اسقاط حكومة الوفاق التي انبثقت بعد ثورة التغيير بمناصفة بين النظام السابق وأحزاب اللقاء المشترك  . 

وأخذت هذه الحكومة مبدأ الشراكة بين أحزاب المعارضة ونظام صالح وهو أمر لم يرى الشعب فيه  أي تغيير إلا أن اللقاء المشترك بات مناصفا للمؤتمر  ...

الشعار الثاني .
تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني  .

وهذا الشعار لاقى صدى ً كبيرا خصوصا  أن الشعب بات تواقا للخروج من إطار الدولة البسيطة الى رحاب الدولة الاتحادية وتطيق مخرجات الحوار الوطني يعني بناء الدولة المدنية الحديثة والخروج من الدولة المركزية  .

الشعار الثالث  .

إسقاط الجرعة  والزيادة السعرية في المشتقات النفطية وهذا لامس قلوب البسطاء من الناس لأن الزيادة في تلك المرحلة كانت خاطئة وهي كالقشة التي قصمت ظهر البعير ومن أشار على هادي بها لايريد الخير للوطن ولا للشعب وكان هذا القرار لصالح الحوثي استغله شعبيا .

لقد استغل الحوثيين العجز السياسي لنظام مابعد  11 فبراير وبدأوا يسوقون لبرنامجهم السياسي مستغلين العاطفة الشعبية ومطبلين بطبول الوطنية  .

انخدع بهذه الشعارات التي هي كما يقول المثل اليمني  ( صل له يقرب ) وهذا المثل يحكي ان قاطعا للطريق رأي مسافرا فأراد أن يسلبه دابته وماله وكان الرجل المسافر حريص فأدرك اللص حرص الرجل فشرع في الصلاة ليأمن الرجل ويقرب ليتسنى له قتله وبالفعل أمن الرجل لهيئة اللص المصلي فقرب منه وما إن قرب حتى استل اللص سبفه ففتل الرجل وقيل هذا المثل  وهو نفس ماقام به الحوثي وزبانيته حيث لبسوا لباس التقوى لينخدع الشعب ويضربوا ضربتهم القاتلة  ماللص قي البيداء  .

ومن خلال ماقامت به الحوثية  من خداع للشعب بتسربلهم بسربال المصلحين خدع الشعب وخدعت القوى السياسية ياالكهنوت المتسربل بالوطنية وسقطت صنعاء في براثن اللصوص ..

يؤسفني أن أقول انني كنت أحد اعمدت هذه النكبة المسماه زورا بثورة التصحيح  وكنت ضمن قواها الثورية الزائفة غير أننا لم نكن نعي اهداف السلالة ولا برنامجها السياسي الذي اخفته حتى أنهم وبلسان زعيمهم قالوا لن نشارك في الحكومة القادمة وأصروا على أن تكون.
 حكومة تكنوقراط وادعوا  زورا أنهم يريدون إصلاح النظام ليس الا ولا تستهويهم المناصب  ..

وهذا من ضمن خططهم الماكرة التي دغدغوا بها العاطفة الشعبية واظهروا أنفسهم أنهم يسعون فقط لإصلاح المنظومة بشراكة حقيقية وهم أبعد مايؤمنون بالشراكة اذ أن فكرهم ينطلق من منطلقات الولاية المطلقة والحاكمية في البطنين وعدم القبول باي حاكم من خارج السلالة  .

21 سبتمبر 2014 كان يوم بعث الرفاة وإحياء الموتى ونبش الإمامة وعودة ظلمها  وظلامها في ذلك اليوم المشؤوم لم نكن نعي ولا  نعلم أن هؤلاء يسعون الى طمس الهوية الوطنية واختزال الجمهورية  وإنهاء الديمقراطية وشطب قانون التعددية الحزبية .

لم نكن نعلم أنهم يسعون الى عودة الإمامة وعودة الكهنوت بأبشع صُوَرِه  متجاوزون كهنوت حميد الدين بمراحل سحيقة من الظلام وببرنامج يؤسس للفقر والجوع والمرض  ويصب خيرات البلاد في جرابهم القذر .

21 سبتمبر  يوم نكبة لم نكن ندرك حجمها الا حين  جثمت قطعانهم على مفاصل الدولة وسيطروا على قضها وقضيضها وجيروها لصالحهم فسيطروا بعد ذلك على الهيئات والوزارات والمؤسسات وترسوها بقطعانهم ليتأكد الشعب بعد ذلك ان هؤلاء جاؤوا من كهوف الفقر والعوز وانهم سيأكلون الأخضر واليابس  وقد كان ذلك .

ورغم أني كنت عضوا في اللجنة الثورية العليا الا اني رفضت حربهم على المحافظات وقلت لهم بالحرف الواحد أنهم يستطيعون التغيير بالقرار السياسي في كل هيئات الدولة المدنية والعسكرية وأنهم ليسوا مجبرين على الحرب خصوصا في الجنوب حيث ان أثار حرب 94 لم تندمل لكنهم أصروا أنهم يقاتلون الدواعش وهذا من  كذبهم  حيث أن اللجان الشعبية التابعة لهم هي قوات  غير نظاميه وبالتالي  لايحق لمليشيا غير نظامية ان تحارب اي مليشيا اخرى بحجة انها تحارب الإرهاب وهي ضمن قوام الإرهاب. وعليه فقد قراري الإنشقاق عنهم وخرجت من صنعاء في يوليو 2017 معلنا بيان انشقاقي عير قناة العربية لأنني لا اريد ان أكون جزءا من برنامج سياسي دموي يسفك دماء الشعب اليمني  .

ومن خلال ما مر ويمر على شعبنا من ويل ودمار ومن فقر وجوع وتوقف لعجلة التنمية وركود الإقتصاد  واستمرار عبث هذه الجماعة فإن على الشرعية والتحالف واجبا اخلاقيا وعملا وطنيا  لتخليص الشعب اليمني من هذا الجماعة المارقة والخارجة عن القانون والدستور  .وعودة البلاد اليمنية الى رحابة الدولة والنظام والقانون  .


21 سبتمبر 2025

اضف تعليقك على المقال