الكاتب : حسين البهام
في ظل الأوضاع السياسية المعقدة والمضطربة التي تشهدها المحافظات الجنوبية، يأتي خبر رحيل المناضل أديب العيسي كصدمة قوية وخسارة فادحة لا يمكن تعويضها في ظل الانكسار الأخلاقي للقيادات المتربعة على عرش السلطة. لقد كان العيسي منارة مضيئة في مسيرة النضال الجنوبي ورمزًا من رموز التحرير، أفنى حياته في سبيل قضيته العادلة، تاركًا خلفه بصمات لا تمحى من الشجاعة والتفاني. لقد سطر العيسي ملحمة من التضحيات الجسام، حيث قدم نموذجًا في النضال السياسي السلمي. لقد كان يدرك أن الطريق لم يكن سهلًا في ظل غياب العدالة السياسية، وأن السير فيه سيكلفه حياته. فقد تعرض العيسي لمحاولة اغتيال بتفجير منزله، مما يطرح تساؤلات حول ظروف وفاته، هل كانت مجرد ذبحة صدرية أم أنها كانت تمهيدًا لتصفيته؟ لقد دفع ثمن إيمانه بأن الطريق للخروج من الأزمة الجنوبية يكمن في التصالح والتسامح ونبذ العنصرية والمصالحة الشخصية من خلال شراكة حقيقية في السلطة لكل أبناء الجنوب. إن رحيل أديب شكل خسارة كبيرة للصوت الجنوبي المطالب بالعدالة والمساواة. الجنوب اليوم برحيل العيسي خسر أحد أبطاله وقادته الذين لعبوا دورًا كبيرًا في تحريره. سيبقى ذكرك أخي أديب خالدًا في صفحات التاريخ الوطني، وستظل تضحياتك نبراسًا يضيء درب الأجيال القادمة. فلتنم أعين الجبناء.
اضف تعليقك على المقال