يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

مأرب: المآل والتاريخ

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار

كعادتها ، أجبرت مأرب الوطن من أقصاه إلى أقصاه على الالتفاتة نحوها من جديد ، مجتذبة الأنظار إلى احتفالها بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام .

وقد جاء الاحتفال مهيبًا ، يليق بالمناسبة ، ويليق بمأرب ، ويليق بسلطانها ورجالها ، وتاريخها الذي يختزل عمق الحضارة اليمنية ، ببعدها الوطني و الإنساني ، عبر مختلف المراحل والعصور .
و مأرب حاضرة تاريخ اليمن ، بل الصانعة له ، و القائدة لتحوّلاته في مختلف المراحل ، على حجم ضياعها وحرمانها من جني انتصاراته الوطنية المتعددة . الا انها كانت منذ فجر تاريخ الاسلام ، خندقًا متقدمًا في مواجهة المشروع الإيراني ، وبؤرة الرفض الأولى له ، وصوتًا صريحًا في وجهه . على امتداد تاريخ الدولة الإسلامية ، وحتى ظهور نسخته الأخيرة في الألفية الثالثة ، ظلت مأرب تتصدر الصفوف ، حاملة لواء المقاومة للمشروع الامامي الجديد ، ولم تبخل بالتضحيات في سبيل ذلك .

وياتي هذا الاستحضار المنطقي لمكانة مأرب في التاريخ و الحاضر ، في ظلّ تداخل الأحداث وتشابكها ، لتبقى هذه المدينة نقطة تقاطع وارتكاز في معركة الوطن ، وراية انتصاراته في كل المراحل .

اللافت في احتفالات مأرب بهذه المناسبة الوطنية الغالية ، هو تجديد الولاء الذي أعلنه قائدها ومحافظها ، عضو مجلس القيادة الرئاسي ، الشيخ سلطان بن علي العرادة ، للمؤتمر الشعبي العام ، هذا الكيان الوطني الكبير .
وقد جاءت رسالته بالمناسبة بمثابة تذكير بدوره وحضوره المشرف منذ التأسيس ، ومشاركته الفاعلة في محطات عديدة من مسيرته ، رغم تحالفاته السياسية مع قوى وطنية أخرى في المرحلة .

لكن ما يهم هنا ، أن احتفال مأرب بهذه القوة والزخم ، وبهذا الإيمان العميق بالمشروع الوطني ، يمنحنا الأمل في إمكانية انبعاث الجمهورية ، وانطلاقة جديدة للمؤتمر الشعبي العام من هذه البلدة الطيبة ، شرط أن يُعاد تنظيم الصفوف ، وتُمنح مأرب ما تستحقه من ثقة وتمكين ، لتقود مرة أخرى معركة الخلاص ، والانتصار .

اضف تعليقك على المقال