يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الذكرى 43 للمؤتمر

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار 

لم تبق المرحلة من مجال للتأمل في تبعاتها ، موغلة في مداهمة الحياة للاقتصاص منها بسببٍ او بلا سببٍ محمودة لانها لم تمنح اليمني فرصة للتفكير . بعدما اصبح يعاني من المشكلات التي توقفت بقدرة قادر على مطالبه سرٍ وعلانية بلقمة العيش .
وفي وضع مؤبو بموبقات السياسة والخيانة آن للانسان ان يخلد ولو لبرهة لنفسه المنسية هي الاخرى من الحساب ، مقلبا في احوالها ، باذلا جهده في معرفة موقعها من الاحداث العاصفة باليمن بعد مضي عقد من الزمن عليها  . على كرهه للسياسة القذرة التي اوردتنا المهالك ، بلارحمة في حالةٍ من غياب الوعي الوطني والدين لنصبح على حافة الحياة محكومين بذلة غريبة فيها ، مثيرة للشفقة من انفسنا ، ومن الناس .
ومن اكثر الامور مدعاة للتأمل في اليمن تشبثنا بالامل الاكسير الذي نحيا على نسماته الطيبة في دياجير المرحلة  محاولين التمسك بها ، و الانبعاث بها من حال الى حال . ولو من باب الترويح عما اصابنا من ضياع .
ولا يختلف حلول ذكرى تأسيسه الثالثة والاربعين عما سبقها في الاعوام السابقة ، لدرجة نشعر بغياب المؤتمر الشعبي من قائمة الاحزاب الوطنية التي مثل طليعتها فكرا وسلوكا لقرابة نصف قرن ، مرسيا تجربة سياسية رائدة في قيادة الدولة على المستويين الوطني و العربي ، متكاملا في رواه السياسية ، ومنهجه الحزبي العقلاني المستنير ببصيرة وطنية ثاقبة .
فهل من الانصاف تناول الذكرى الثالثة والاربعين للمؤتمر الشعبي العام بعد عشرة اعوام من طمره في ركام المرحلة ، مقضيا عليه بموت الزعيم المؤسس الشهيد الرئيس علي عبدالله صالح ، والامين الشجاع عارف عوض الزوكا ، على انقاض الوطن المقتول بالفتنة و المليشيات .
فلا اخال عمري في يقظة لاكتب عن التاريخ ، الذي لم يفد العرب ، فما بالكم بحزب لقي حتفه في وطن يموت كل يوم بلا وداع . فالامجاد تصنع ، لا تزرع . تموت ، ولا ترجع .
ولابأس من البحث عن المؤتمر والوطن في ركام المرحلة ، رغم ايماني العميق ان الاوطان ، والاحزاب ممكن ان تدفن حيةً و لكنها لا تموت .

اضف تعليقك على المقال