الكاتب : عمر الحار
لم تبق المرحلة من مجال للتأمل في تبعاتها ، موغلة في مداهمة الحياة للاقتصاص منها بسببٍ او بلا سببٍ محمودة لانها لم تمنح اليمني فرصة للتفكير . بعدما اصبح يعاني من المشكلات التي توقفت بقدرة قادر على مطالبه سرٍ وعلانية بلقمة العيش .
وفي وضع مؤبو بموبقات السياسة والخيانة آن للانسان ان يخلد ولو لبرهة لنفسه المنسية هي الاخرى من الحساب ، مقلبا في احوالها ، باذلا جهده في معرفة موقعها من الاحداث العاصفة باليمن بعد مضي عقد من الزمن عليها . على كرهه للسياسة القذرة التي اوردتنا المهالك ، بلارحمة في حالةٍ من غياب الوعي الوطني والدين لنصبح على حافة الحياة محكومين بذلة غريبة فيها ، مثيرة للشفقة من انفسنا ، ومن الناس .
ومن اكثر الامور مدعاة للتأمل في اليمن تشبثنا بالامل الاكسير الذي نحيا على نسماته الطيبة في دياجير المرحلة محاولين التمسك بها ، و الانبعاث بها من حال الى حال . ولو من باب الترويح عما اصابنا من ضياع .
ولا يختلف حلول ذكرى تأسيسه الثالثة والاربعين عما سبقها في الاعوام السابقة ، لدرجة نشعر بغياب المؤتمر الشعبي من قائمة الاحزاب الوطنية التي مثل طليعتها فكرا وسلوكا لقرابة نصف قرن ، مرسيا تجربة سياسية رائدة في قيادة الدولة على المستويين الوطني و العربي ، متكاملا في رواه السياسية ، ومنهجه الحزبي العقلاني المستنير ببصيرة وطنية ثاقبة .
فهل من الانصاف تناول الذكرى الثالثة والاربعين للمؤتمر الشعبي العام بعد عشرة اعوام من طمره في ركام المرحلة ، مقضيا عليه بموت الزعيم المؤسس الشهيد الرئيس علي عبدالله صالح ، والامين الشجاع عارف عوض الزوكا ، على انقاض الوطن المقتول بالفتنة و المليشيات .
فلا اخال عمري في يقظة لاكتب عن التاريخ ، الذي لم يفد العرب ، فما بالكم بحزب لقي حتفه في وطن يموت كل يوم بلا وداع . فالامجاد تصنع ، لا تزرع . تموت ، ولا ترجع .
ولابأس من البحث عن المؤتمر والوطن في ركام المرحلة ، رغم ايماني العميق ان الاوطان ، والاحزاب ممكن ان تدفن حيةً و لكنها لا تموت .
اضف تعليقك على المقال