يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

امبراطورية الذكاء الاصطناعي (4)

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار

لم تعلن امريكا رسميا انتهاء صلاحيات نظامها الدولي الجديد الذي ساد خلال العقد الاخير من القرن الماضي والعقد الاول من الالفية ، في ظل محافظتها على قوة سيطرتها وهيبتها على العالم  .
فهل بالامكان احتساب مغادرة امريكا مدرجات كابول بتلك الطريقة المهينة لطابورها الخامس نهاية لعهدٍ امريكي ،  وبداية لعهدٍ اخر ؟ يمكن قراءة عنوانه الاولي  باطلاق فكرة سيطرتها على الفضاء الافتراضي من تلك اللحظة التي غابت عن ذهن العالم اجمع لانشغاله بمظهر مايجري على ارض المطار ، غير قادر على تسجيلها بانها علامة فارقة في تاريخ العالم وامريكا معا ، باعتبارها اعلان غير مباشر لتخليها عن عقيدتها السياسية السابقة التي حكمت بها العالم لاكثر من عقدين من الزمن .
وبالتأكيد بان رمزية طيران سلاح الجو الامريكي الذي يمثل مصدر قوتها الحربية ، من مدرجات كابول يحمل في طياته طيران افكار الحلم الامريكي الجديد في الفضاء ، واطلاق اول بشائرها بقرب سيطرتها الرقمية عليه . ان لم تكتمل فلسفة المشروع بعد ، و لم تكتمل افكار الهوية السياسية له لكنها آخذة في الظهور رويدا رويدا . 
وترمي المؤشرات الاولية الى تحديد هوية العهد الامريكي القادم الذي يحمل معالم امبراطورية ذكائها الصناعي بقدرات رقمية مذهلة في الوظائف و الاستخدامات .
و لابأس ان حمل العبقري بيل لواء تأسيسها على طريقة مؤسس امبراطوريتها الاولى العملاق المالي الشهير روتشليد ، الذي لم تتحقق احلامه بالسيطرة على العالم وتسليمه لامريكا الا في العقد الاخير من القرن الماضي ، رغم انطلاقتها في مطلعه ، وتحديدا بانهيار الاتحاد السوفيتي . ليستفيد بيل من احكام مواصلة القبضة الامريكية على العالم ، متوقعا اطلاق امبراطوريتها الرقمية الثانية رسميا في فترة وجيزة لايتجاوز آمدها عدد اصابع اليد الواحدة . ضمانا لتجديد الولاء الدولي  لامريكا ، والاقرار بهويتها الرقمية الجديدة المتمثلة في امبراطورية الذكاء الاصطناعي التي ستعمل على احلاله على الدول والشعوب بطريقة فرض توجهاتها الديمقراطية الهوية المنتهية الصلاحية لنظامها الدولي السابق عقب سيادته على العالم لعقدين من الزمن على افضلياته الانسانية لشعوب المنطقة بنجاحه في التقليل من غلاظة انظمتها الدكتاتورية عليهم قليلا .

اضف تعليقك على المقال