الكاتب : منير طلال
أنا في ورطة حقيقية...
الأخبار تتوالى عن تقلبات السوق
وتحسن العملة الوطنية
وكل ما في رأسي يدور في حلقة مفرغة:
ماذا لو استيقظت غدا لأجد أن مدخراتي تبخرت؟
ماذا لو انتعش الريال اليمني فجأة كما لو شرب فيتامينات أو مشروب الطاقة؟
أعلم بأن على أن أتحرك الآن
هل أحوّل؟
أو أُجمد؟
وإلا أهرب بها؟
أم أكتب وصيتي؟
أشعر وكأنني أحد كبار المضاربين
الذين لا ينامون الليل قلقا على ملايينهم المتقلبة بين البورصات والبنوك
أراقب الأخبار، أستنشق تقارير السوق، أقرأ مؤشرات العملات كأنني أقرأ الطالع.
حرارة جسدي تهبط، وزني يتناقص
وصرت أعبث بشعر رأسي اشده بقوة حتى تساقط
حتى أصبح رأسي أصلع تماما مثل خزانة البنك المركزي
أنا لا أضحك، لا أخرج، لا أنام
أفكر ليلا ونهارا
أسأل نفسي مئة مرة في اليوم:
هل أحتفظ بها؟
أم أصرفها؟
هل الدولار سيبقى قويا؟
ماذا لو انهار أمام الريال؟!
ماذا لو أصبحت مدخراتي بلا قيمة؟
ماذا لو أصبحت مجرد ذكرى في محفظتي الجلدية البالية؟!
لكن...
وقبل أن ترهقوا أنفسكم في التحليلات الاقتصادية نيابة دعوني
أُفاجئكم:
كل هذه المعاناة لأني أملك
مئة دولار فقط.
نعم يا أصدقائي
ليست مليونا
ولا عشرة آلاف
بل ورقة بنجامين فرانكلين واحدة فقط
ورقة يتيمة
ومع ذلك أعيش قلق كبير مثل تجار الجملة وكبار المضاربين بالعملة
وأرتجف كما لو أن بورصة نيويورك تنتظر قراري
أصدقائي
أنا أحد ضحايا تعافي العملة الوطنية
ومن هنا
فإنني اتضامن مع كبار التجار والمسؤولين بالحكومة الذين يقفون خلف المضاربات بالعملة خلال السنوات الماضية
فأنا مصاب بهذا الهم وليس معي إلا مائة دولار
فما بالكم بهؤلاء المساكين الذين يمتلكون ملايين الدولارات وربما المليارات
أخاف عليهم أن يصابوا بجلطات أو سكتات قلبية أو دماغية
دعواتكم لي وللتجار
واكثر ما يقلقني عندما أقرأ للمحلل الاقتصادي الصديق العزيز
Fekry Nasher
و المحلل السياسي الزميل محمد الخامري
هل أصدق تحليلاتهم؟
خصوصا وأن الخامري نصح الجميع بأن لا يتخلوا عن عملاتهم الصعبة
أرجو أن يشاركوني همي العظيم
قبل أن أفقد أخر شعرة موجودة في رأسي
اضف تعليقك على المقال