الكاتب : عمر الحار
لتعز دورا معمد بالدم في الثورة ، و دور معمد بالعلم في بناء نظامها الجمهوري . فالعقل السياسي للجمهورية في شمال الوطن و جنوبه ، تعزيا بامتياز . تنكرت صنعاء و عدن لتعز الثورة والاحرار ، و ادراتا ظهر المجن لها ، باذلتان مابوسعهما من جهد لتقليص دور حاضره العلم والثورة . ممعنتان في ممارسة الظلم و التهميش بحقها في كل المراحل .
وعملت شياطين عصبة القبلية في الشمال ، و شياطينها السياسية في الجنوب على اختطاف قيادة المشروع الوطني للثورة اليمنية التعزي المولد والفكر و الحياة . ايغالا في عملية محاربتها ظاهرا وباطن ، و شواهد تاريخ مظالمها يرويها لسان الحال في حياة الاجيال .
وللاسف لم تتقبل صنعاء تقاطعها التاريخي مع تعز في مختلف مناحي الحياة ، كما لم تتقبل عدن تكاملها معها في شتى مناحيها ، لتواجه صنوف العذاب و التامر عليها في عاصمتي الدولة في شطري اليمن . على الرغم من استحقاقها الوطني غير قابل للجدال او الانتقاص في الثورة والوطن . فهي رصاصة الثورة ، وفكرتها الاولى و حجر الاساس في صروح نظامها الجمهوري المشيدة بسواعدها و عقولها المتسلحة بالعلم والمعرفة في كل مجال .
وربما لم يرق لدول الجوار والعالم العنفوان الثوري لتعز ، و قض مضاجعهم رقيها الحضاري والعلمي المبكر ، لتسارع على تأليب قبيلة النظام هنا وهناك عليها ، مما ضاعف من عملية استهدافها و ساهم في تراجعها الموجع عن صدارة الركب الوطني .
و تعز بيئة التآلف و الثقافة والعيش المشترك ، ولايمكن الاحاطة بمعرفة بيئة المجتمع التعزي المتجانس الذي يمثل بلاد اليمن كلها في ظاهرة تحكي تكامل النسيج الاجتماعي الفريد . وياتي فخامة الدكتور الرئيس رشاد العليمي كمثال حي لهذه البيئة ، لرجوع اصوله الى حضرموت ، على كثرت البطون الحضرمية في هذه البلدة الطيبة ، المعروفة بحبها ، وتقديرها الروحي لهم ، خاصة البيوت المرتبطة بالعلم و الدين .
ولم تكن تعز فينيقية الانبعاث بل كانت ولا زالت خالدة في الوجود ، عصية على الموت . مدينة خلقت لتبقى مصدر للتكوين الروحي و الحضاري والعلمي والثوري لليمن في مختلف مراحل تاريخها القديم و الحديث . المفخخة مفاصله بالموت للمدينة . لكنها تعز العارفة اين تضع قدميها في حقول الالغام ، لانها موطن العلم والعلماء و منذ لقنها معاذ كلمات ربي .
هذه بلاد فخامة الرئيس الدكتور رشاد. تعز العاجز عن وصفها ، ووصف وفائها للثورة ، والوطن . العاجز عن توصيف وتحليل طبيعة ونوعية التآمر عليها منذ انطلاق الثورة اليمنية لعمق تجذره في كافة مراحلها ، كثابت و متغير وتابع فيها الى اليوم . ذلك مايمكن ان نستشفه بوضوح في حرمان هذه المدينة الباسلة من تولي قيادة الدولة ، وبما يتناسب و حجم تضحياتها في سفر الثورة ، و ثقلها العلمي والاقتصادي والسكاني ، فهي تمثل البنية الفوقية للهياكل العليا للدولة ، المساهمة بالعقل والعلم والدم في بناء صروحها ، لكنها لم تنل ذلك الشرف الذي تستحقه بجدارة و امتياز . ذاهبا في السياق للكشف عن مواصلة الحرب غير المعلنة على مدينة العلم والنور والسلام . مما يؤكد بان حجم المؤامرة عليها اكبر مما نتصور ، بامكانية ملاحظتها من خلال التكالب على عملية منحها الفرصة الاولى في حياتها وتاريخها بتعيين واحدا من ابطالها وثوارها واحرارها و علمائها ، فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي ، الحامل لاعلى مواصفات رجال الدولة على قلة وجود امثاله في المنطقة والعالم لقيادة الدولة في ظرف استثنائي وصعب لم يبق منها الا الاسم فقط . وكأنما لم يتبدل العصر في اليمن على توقيت القوى التي وقفت حجر عثرة في طريق تولي تعز قيادة الدولة في مختلف المراحل الماضية من عمرها الثوري ، حتى بعد ذهاب ريح الثورة والجمهورية واليمن معا . يمكن ملاحظة ذلك من خلال عملها على تقليص وانتقاص دور فخامة الرئيس ، و محاصرته بالسبعة المتناقضة البنيان و الاهداف ، ( كلٌ في فلكٍ يسبحون ) . في خطوة خفية تستهدف اعاقة القدرات القيادية الفذة لفخامة الرئيس ، الحامل لثقافة الدولة ، بابعادها الفكرية والوطنية العميقة ، القادر على اعتماد خطة مرشالية عاجلة لانقاذ اليمن في حالة منحه الصلاحية الكاملة ، وتاسيس نظامها الجمهوري من جديد ، وبما يحفظ لليمن كرامتها و سيادتها ، اللائق بتاريخها الحضاري العظيم .
ويتضح مما سبق آنفا ترسيخ منهجية العمل بالتوجهات القديمة المتجددة ، القاضية بابقاء اليمن ، رهينة لتخلفها من منظورهم الخاص ، منقوصة في النظام ، غير مرغوبٍ بسعيها الجاد من اجل تحقيق طموحاتها الوطنية المشروعة . بقدرتهم على تهميش تعز وخوفهم من توليها قيادة الجمهورية . تأصيلا لممارسة القوى الخفية استخدام ادواتها المناسبة في كل زمان ومكان لتنفيذ هذه المهمة القذرة و الظالمة لتعز وكوادرها الوطنية ، العصية على الانهزام في مختلف المواقف و المراحل .
فخامة الدكتور الرئيس .
لي من فخامتكم العذر الجميل ، في عنوان المقال ، لمعرفتي العميقة بان مسقط راسكم الغالي تعز ، و بلادكم اليمن الكبير ، وموطنكم قلوب احرارها .
والسلام .
اضف تعليقك على المقال