الكاتب : عمر الحار
هدأت العاصفة التي اطلقها عضو المجلس الرئاسي طارق صالح ، وتراجعت قوة مركزها الى حدودها الدنيا في امواج التواصل الاجتماعي ، على حجم زوبعتها النارية الشديدة في مختلف وسائله و منصاته المحلية والعربية والدولية ، محققة ترند في التعاطي مع اخبار اليمن ومجلسها الرئاسي ، على ماتلاها من اخبار اخرى حول المجلس لا تقل اهمية وتأثيرا عليه . و ان جاء تعليق المجلس بشانها بردا وسلاما عليها ، ليخمدها في ايام معدودات ، بوصفه المؤدب لها بالتنافس من اجل معركة استعادة الدولة . قولا يلجم لسان وعقل كل لبيب ، فاتحا الباب على مصراعيه لعودة مياه المجلس الى مجاريها السياسية . لمعاودة الاندفاع باتجاه مسار تيارها الوطني ، الموكل بمهمة انجاز استحقاقات المرحلة ، لا وقوف حجر عثرت في طريقها .
ونحن نحرص على التعامل مع تصريحات عميد الحراس على قاعدة احسن الظن باخيك ، وقول سيدنا عمر في اداب الاخوة احمل كلماتها على اجمل مايمكن ان تحتملها من الالفاظ ، لادعوة لاحباط المجلس ، و تحميله مالايطاق من الاعباء .
ولا ندري كم نحتاج من الوقت للابتعاد عن الوقوف على تداعياتها لدواعي الضرورة من مخاوف مخاطرها على المجلس ، والشرعية برمتها . رغم انها كلمات معدودات لكنها رمت الاثنين معا في عين العاصفة الاعلامية المختلفة المستويات و التداولات .
كنت اتمنى بان تاتي التصريحات من اي شخصية اخرى في المجلس لا العميد طارق ، كي لا يعطي فرصة مكلفة لاجهاد العقل والتفكير في بواطن اهدافها ، وحملها على التاويل والتحليل من القول للمطالبة بوارثة الحكم ، او اتهامه بالميل لسلطة القبيلة و الدفاع عن مصالحها على حساب المصالح العليا للشعب ، او الغمز بعودة وحماية مراكزها التقليدية ، وتمكينها المبكر من السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية القادمة التي لم تزل في رحم الغيب .
نحن هنا لا ننتقص من اهمية القبيلة ، وثقلها الاجتماعي الكبير والوازن لان الكل يتنمي لها ، بقدر ما ندعو الى منح فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي الفرصة المناسبة لتخليص اليمن ، من تركة و اشكال الدولة القديمة ، وتحقيق عملية انتقالها من شرعية الدولة التقليدية الى شرعية الدولة المعاصرة ، القائمة على فلسفة ومفاهيم الحكم الرشيد ، وارساء دعائم العدالة الاجتماعية ، وممارسة الشفافية في ادارة الموارد ، والتصرف فيها .
لذلك ندعو اعضاء مجلسنا الرئاسي المؤقر الى ضرورة العمل بروح الفريق الواحد ، من خلال تعزيز جوانب الثقة الاخوية والمسؤولية الوطنية فيما بينهم والالتفاف حول اخيهم فخامة الرئيس الدكتور حتى لايقال مرة اخرى بان الشرعية عاجزة عن انتاج وحدة قيادتها ، والحكم المسبق بعجزها على الصمود في وجه تحديات المرحلة .
و لا اخال جهلهم بملكات رجل بحجم الدكتور رشاد العليمي وتاريخه العلمي والسياسي ، وامتلاكه لشخصية كارزيمية جامعة لمواصفات رجل الدولة ، القادر على اختراق تعقيدات المرحلة في الداخل والخارج ، واحداث اختراقات هامة فيها لايمكن التقليل منها .
لذلك نطالب اعضاء المجلس الرئاسي بدعم توجهات فخامة الرئيس لاستعادة الدولة وبناء مؤسساتها بطابع علمي محض قائم على وحدتي القياس و التقويم بدلا من وقوعهم ضحية لمحاولات بعض القوى اعادة ترميم الدولة باشكالها التقليدية القديمة من جديد .
اضف تعليقك على المقال