الكاتب : عمر الحار
تجلت التحولات الروحانية العميقة في شخصية الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، بوضوح في فترة رئاسته الحالية ، مؤكدةً النجاح في اعادة صناعة الشخصية الدينية للرئيس لدرجة مغايرة لها ، في ولاية حكمه الاولى التي عملت على ترسيخ صورة خروجه المنفر عن مثالية الدين والسياسة الامريكية المعروفة ، في اذهان شعوب العالم ، واستحواذ الاستغراب عليها من عملية انتخاب هذا الرئيس المشاغب . وربما تمتلكها الدهش من حجم المتغيرات السلوكية الطارئة على شخصية الرئيس ترامب ، عقب خطابه الاول و الثاني عن الحرب الاسرائيلية الايرانية ، خلال الثمانية والاربعين الساعة الماضية ، مغلبة لغة السلام المفعمة بالايمان بضرورة ايقافها ، بل سعيه بكل وضوح لجبر الضرر فيها لكلا البلدين ، وبحكمة سياسية واضحة ، ولا تحتاج لدليل باستثناء الاشارة الى ميله العقلاني للجم العضب الاسرائيلي عليه بالمشاركة في ضرب ايران ، وقبوله الخفي بالرد الايراني على ضرب اهدافا امريكية في الخليج . بعيد عن ذهاب البعض في مخاوفهم القاتلة من محاولة امريكا الزج بدول الخليج في حرب مفتوحة مع ايران ، على طريقة وقوعها في فخ الحرب الخليجية الاولى التي كانت بمثابة المصيدة الامريكية الناعمة لدول المنطقة برمتها .
وكان لزاما على اسرائيل وايران الاستجابة لدعوة الرئيس ترامب ، والتقدير العقلاني لتبعاتها عليهم .
وتمثل دعوة الرئيس ترامب لايقاف الحرب و احلال السلام في البلدين فرصة ثمينة لكليهما ، دون المطالبة المبكرة بكشف حساباتها ، والتفكير المسبق في الكلفة الباهظة لاعادة الاعمار .
و تضع مظاهر التغيير السلوكية للرئيس ترامب ، اليد على مدى تأثير فلسفة بين ، و لافام على اليمين الديني في نخب السياسة ، و المجتمع الامريكي . تأصيلا لنهجها ومنهجها في ترويض الاسود البشرية ، و الحيوانية معا .
اضف تعليقك على المقال