يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

المؤتمر الشعبي بين طارق العليمي

حسين البهام

 

الكاتب : حسين البهام*
 
 وأنا أتابع باهتمام كبير كغيري من المتابعين ما يدور على الساحة الوطنية من صراع سياسي، وكذلك ما يدور في أروقة المؤتمر الشعبي العام من صراع داخلي. شدني بيان المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الذي يطالب بضرورة إشراك كل القوى السياسية في أي حوار أو نقاش وطني، وأن أي إقصاء لأي مكون هو تقويض لأسس الدولة ومبادئ توحيد الصف الوطني.

لذا أقول للواء طارق: إنك مع الأسف الشديد لم تدرك بعد أن المكتب السياسي هو جزء لا يتجزأ من النسيج العام للمؤتمر الشعبي، هذا التنظيم الوطني الذي شهد ويشهد فراغًا قياديًا بعد استشهاد رئيسه علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين العام عارف الزوكا. حيث لم يقتصر الأمر على ذلك الفراغ القيادي، بل إنه اليوم يشهد تشتتًا في الجغرافي بين مناطق السيطرة.

ومن هذا المنبر، أدعو اللواء طارق إلى العودة الفورية إلى مبادئ المؤتمر الشعبي ووحدته التنظيمية، حيث إن هذه اللحظة هي الفاصلة في تحديد المسار، يتم فيها تشكيل ملامح الدولة القادمة من قبل الرباعية، مما يتطلب منا جميعًا أعضاء وقيادة في هذا الحزب العمل على إعادة هيكلة التنظيم وتصحيح مساره التنظيمي من خلال عقد مؤتمر استثنائي جامع يضم جميع مكونات المؤتمر الشعبي العام.

إن عقد مثل هذا المؤتمر هو وحده الكفيل باختيار قيادة موحدة وشرعية تستطيع تمثيله في أي حوارات وطنية مستقبلية مع القوى الأخرى. عليك أخي طارق أن تستوعب معطيات المرحلة السياسية، وأن وجودك في القيادة هو جزء أصيل من تاريخ المؤتمر الشعبي العام، وأن النظر إليك من الزاوية السياسية يأتي من زاوية انتمائك لهذا التنظيم. أي محاولة للابتعاد عن هذا الإطار أو التنصل منه خيانة لمبادئ الحزب وتاريخه الذي نشأت وترعرعت فيه، وأي تنصل قد يؤدي بك إلى الخروج من المشهد السياسي القادم.

لذا أدعوك إلى مراجعة مستشاريك وأدواتك السياسية التي ترسم لك مسارًا وهميًا خارج إطار المؤتمر الشعبي العام. إن ما يقوم به الدكتور رشاد العليمي من اللعب على التناقضات بين قيادات المؤتمر وتوسيع الهوة بين تلك القيادات، الهدف منه إضعاف المؤتمر للانفراد بتمثيله في اي حوار قادم نظرا" للفراغ القيادي الذي يتخلل هذا التنظيم  لذا نجدد الدعوة إلى توحيد الصف وضرورة عقد المؤتمر الاستثنائي في أقرب وقت ممكن، فبدون ذلك المؤتمر سيظل مصير تمثيل المؤتمر الشعبي العام محصورًا بيد العليمي أو من يختاره، وسيبقى المؤتمر في دوامة الاستقطاب الداخلي والخارجي.


*عضو قيادي بالمؤتمر الشعبي العام
ومن مؤسسي المؤتمر بجامعة صنعاء وعدن

اضف تعليقك على المقال