يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

خطاب النصر لترامب

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار 

لم يطل الانتظار للتدخل الامريكي في ضرب ايران ، وسط ترقب مختلف الاوساط العالمية لحدوثه بقلقٍ كبير . منذ انطلاق الغزوة الجوية لاسرائيل فجر الجماعة قبل الماضية ، و استفحال الردود الايرانية القوية عليها وبدرجة غير متوقعة مما اصاب واشنطن و تلابيب بذعر شديد . 
و يمكن للمتابع والقارئ الحصيف للاحداث ، التوصل الى الخيوط الوثيقة لاطلاع واشنطن المسبق بعملية الضربات الاسرائيلية لطهران ، رغم المراوغة السياسية الملحوظة  للرئيس الامريكي تجاهها ، على  خلاف تسرعه في اتخاذ المواقف و القرارات ، متجاوز حواجز الصقور ، ومعارضتهم احيانا للكثير منها ، الممكن احتساب الضربة الامريكية في اطارها . 
ولست بصدد تقييم نتائج الضربات على المنشآت النووية الايرانية التي نتركها لاهل الاختصاص ، في الوقت الذي وصفها الرئيس الامريكي في خطاب النصر بنجاحها ، بانها الاكبر في تاريخ الحروب الامريكية ، متجاهلا ماخلفه عدوانها المأساوي على مدينتي هيروشيما ، و نجازاكي اليابانية ، باعتباره وصمة عار في جبينها وجبين الانسانية جمعا ، لكنها امريكا  فرعون العصر بتوصيف محور المقاومة ، التي  لايمكن لشيئ ان يقف في طريق طموحاتها ، وتحقيق اهدافها الاستراتيجية في احكام قبضتها على العالم ، ووضعها بصورة مباشرة على خيراته وثرواته اينما وجدت من بلاد الله .
و اظهر الخطاب  المقتضب للرئيس الامريكي الليلة جوانب من روحانية القديس ترامب ، بعيدا عن مظاهر خلعها 
والتخلي الفوري عنها في اكثر من مناسبة ، على طريقة نفوره الملحوظ منها اثناء عملية تنصيبه . ذلك ليس بيت القصيد في خطابه الليلة  الذي يبطن الخوف في جوف كلماته الايمانية ،  المعسلة من قبيل ضرورة  رضوخ ايران للسلام او قراءة الفاتحة و السلام عليها في حالة اتخاذها لقرار المواجهة .
ولن يجدي ايران جنوحها لسلام او  الاستسلام لامريكا من عملية تأديبها العسير لتنمرها الشرس على اسرائيل التي استبقت ضرباتها الجوية بقطع اذرع ايران في محطيها الجغرافي ، لكي تامن خطورتهم عليها .
وتتوقع عديد من المصادر ارتفاع حدة المواجهات في غضون الساعات القادمة ، معربة عن مخاوفها من اتساع دائرتها عقب تلويح كثيرا من الدول الشقيقة والصديقة لايران باستحالة وقوفها موقف المتفرج عليها ، مما ينذر بانفجار جحيم الشرق حال استهداف ايران للبوارج الامريكية العملاقة في المياه الاقليمية ، او قيامها باغلاق مضيق هرمز ، و ايقاف واحدا من اهم شريانات الحياة للتجارة الدولية .

اضف تعليقك على المقال