يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

السعادة… في الرضا والتسامح وصُنعها بأيدينا

أشرف محمدين

الكاتب : أشرف محمدين  

هل تبحث عن السعادة؟
كلنا نفعل… لكن القليل منّا من يدرك أنها ليست في المال، ولا في الشهرة، ولا حتى في الحب إذا افتقد الطمأنينة.
السعادة الحقيقية لا تُمنح… بل تُصنع.
لا تُهدى… بل تُكتسب من داخلنا، من صفاء أرواحنا، ورضانا، ويقيننا بأن الخير فيما اختاره الله لنا، لا فيما اخترناه نحن.

الرضا… أول طريق السعادة

الرضا ليس ضعفًا، ولا استسلامًا، بل هو قمة القوة…
أن تقول: “الحمد لله”، وأنت مكسور، وأن تبتسم، وقلبك موجوع، لأنك تعلم أن الله لا يبتليك ليُعذّبك، بل ليرفعك.

الرضا هو أن تنام مطمئنًا، لا لأن كل شيءٍ على ما يرام، بل لأنك متأكد أن الله يُدبّر لك أمورك بحكمة، حتى إن لم تفهمها الآن.

من يرضَ بما قسمه الله له، يعيش سعيدًا، ولو امتلك القليل…
ومن يتذمّر، لن يملأ عينيه كنوز الأرض كلها.

التسامح… راحة لا تُقدّر بثمن

نحمل في قلوبنا أحيانًا جراحًا من أشخاص أذونا، كلمات طعنت، أو مواقف كسرت.
لكن… إلى متى سنظل نحملها؟
إلى متى سنسمح للآخرين أن يسكنوا قلوبنا بالأذى؟

التسامح لا يعني أنك ضعيف، بل أنك قوي بما يكفي لتختار السلام،
وأنك أذكى من أن تجعل ألمك يتحكم فيك.

سامح… لا من أجلهم، بل من أجلك.
لترتاح، لتُشفى، لتكمل الطريق بقلبٍ خفيف لا يُقيده الحقد ولا الكره.


اليقين بأن الله لا يختار لنا إلا الخير

كم مرة تمنيت شيئًا ولم يحدث، ثم شكرّت الله لاحقًا لأنه لم يحدث؟
كم مرة بكى قلبك على ما ظننته خسارة، فإذا به خير عظيم لم تكن تراه وقتها؟

اليقين بالله هو الإيمان العميق بأن ما يفوتنا لم يكن لنا، وما أتى إلينا هو بالضبط ما نحتاجه.
ربّ الخير لا يأتي إلا بالخير…
حتى وإن تأخر، أو جاء على غير ما نشتهي.

ما أجمل أن نحيا بقلب مطمئن:
يُسلّم، ويؤمن، ويوقن أن الله يدبّر له كل شيء، بإتقان، وبحب، وبحكمة.

اصنع سعادتك بنفسك… لا تنتظر أحدًا

أكبر خطأ نرتكبه هو أن نربط سعادتنا بوجود أشخاص، أو بتحقيق شيء معين…
ننتظر كلمة، أو حضنًا، أو موقفًا، كي نفرح.
لكن ماذا إن لم يأتِ؟
هل نحزن للأبد؟

اصنع سعادتك بيدك.
افعل ما تحب، مارس هواياتك، استنشق الهواء بامتنان، وابتسم…
حتى لو لم تجد سببًا مباشرًا.

زرع بذور السعادة في القلب يبدأ من الداخل، لا من الخارج.
ومتى ما تعلمت أن تفرح لنفسك، لن تحتاج أحدًا ليُفرحك.


نصائح تُنعش القلب وتوقظ السعادة
    1.    ابدأ يومك بكلمة “الحمد لله”
قبل أن تنظر لهاتفك، انظر لنعمة وجودك، لصحتك، لأهلك، وقل: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا.
    2.    خفف من التوقعات
كلما توقعت من الناس أقل، عشت أكثر.
الناس يتغيرون، يتعبون، يخذلون، وقد يغيبون…
لكن الله لا يخذل أبدًا.
    3.    كن لطيفًا مع نفسك
سامح نفسك على أخطائك، لا تجلدها كل يوم.
أنت إنسان، لست معصومًا، وما دمت تتعلّم… فأنت بخير.
    4.    ابحث عن السلام لا الكمال
لن تكون الحياة مثالية، ولن يكون كل شيء على ما يرام دائمًا…
لكن يمكن أن يكون قلبك هادئًا وسط كل ذلك، وهذه أعظم سعادة.

و في الختام… السعادة قرار

نعم، السعادة قرار.
أن تقرر أن ترى النصف الممتلئ من الكوب، أن تبتسم رغم الهم، أن تحمد رغم الألم، أن تسامح رغم الجرح…
هذا هو الانتصار الحقيقي.

اجعل السعادة عادة، وليست انتظارًا.
ازرعها في كلمة طيبة، في حضن صادق، في كوب قهوة هادئ، في دعوة في جوف الليل، في يقين لا يتزعزع أن ربك معك.

واذكر دائمًا:

من رضي… سعد.
ومن سامح… ارتاح.
ومن أيقن… اطمأن.
ومن صنع سعادته… ملك دنياه

اضف تعليقك على المقال