الكاتب : عمر الحار
سيدي القائد الشهيد اللواء سالم علي قطن .
الاشجار تموت و اقفةً مثلك ، و لا تنحني إلا لله .
أيها البطل الذي جاد بروحه في سبيل وطنٍ أدار له القتلة الوجوه ، ولم تدر له الجراح ظهرها ، حتى غادرنا محمولًا على أكتاف المجد ، و الدمع ، و الندم . و قائدا لشهداء الوطن المحجلين في الجنة .
اللواء سالم قطن .
لم يكن مجرد اسم في قوائم الشهداء ، بل كان مدرسة في الوطنية ، وموسوعة في الشجاعة ، وميداناً للكرامة تمشي على قدمين .
هو القائد الذي خاض معركة "السيوف الذهبية" لا ليثبت بطولة شخصية ، بل لينقذ وطن من السقوط ، و ليعيد للدولة هيبتها التي مزقتها مخالب الفوضى .
في مثل هذا اليوم من ثلاث عشرة سنة ، كان الوطن على موعدٍ مع الفجيعة . لم تكن صدمة الرحيل وحدها جاثمة على صدورنا ، بل كانت الطعنة المسمومة التي اخترقت ظهر الحقيقة ، عندما امتدت يد الغدر لاغتيال الرجل الذي قاتل الإرهاب وعرّى أفاعيه في جحورها .
قتلوا الجسد ، لكنهم لم يغتالوا البطولة ،
أسكتوا الصوت ، لكن صدى الشجاعة ظلّ يجلجل في الوديان ، ويتردد في جبال اليمن و قيعانها .
وأي لعنة حلّت عليهم بعد غدرك؟!
لعنةٌ لحقت بكل من بارك الانفجار ، وكل من صمت على الطعنة ، وكل من غطّى وجهه عن دمك الطاهر من الاشرار .
يا سيدي .
نلت شرف الشهادة ، قبل موت الرجولة ، و الانسانية ، و الكرامة ، والسيادة في الوطن . ونحن الاموات الاحياء . و الشاهدين عليها . لا الشهداء من اجلها .
العم سالم يا شهيد الوطن والارض والانسان . مذ سقطت ، والبلاد تمشي إلى الخلف كأنها تعثّرت بجثتك ، و ضلّت السبيل بعد فقدان بصيرتك ،
كيف لا ، وأنت البوصلة في متاهة الضياع ، والصوت في صمت الخوف ، والنور في عتمة الانبطاح ؟!
رحلت يا غرة الشهداء ، لكنك لم تمت ،
ما زلتَ تنبت في قلوبنا كما تنبت الزنابق على قبور الأطهار .
ما زال اسمك يُهمَس به في مجالس المقاومين كرمز ، ويصرخ به في وجه العملاء كعقاب .
سلامٌ عليك يوم ولدت ، و سلام عليك يوم قاتلت ، و يوم ارتقيت بالشهادة نقيا ، و يوم تُبعث حيّاً .
وإلى قاتليك … لا سلام . لا ذكر . لا غفران .
اضف تعليقك على المقال