يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الحب الحقيقي… لا يطلب التجميل

أشرف محمدين

 

الكاتب : أشرف محمدين

في زمن أصبحت فيه العلاقات تُقاس بعدد الرسائل والردود السريعة، وصور السوشيال ميديا المليئة بالفلاتر والابتسامات المصطنعة، يظل الحب الحقيقي هو الشيء الوحيد الذي لا يحتاج إلى تجميل.
الحب الحقيقي لا يطلب منك أن تكون نسخة مثالية… بل يحتضنك كما أنت، بعيوبك قبل مميزاتك، بتقلباتك، بضحكتك المائلة، وبحزنك المفاجئ.

من يحبك حقًا…
لن يُملي عليك شروطًا كي تستحق قلبه.
لن يجعلك تشعر أن عليك أن تتغير، أو تتجمل، أو تمثل.
بل سيراك في أسوأ حالاتك… ويظل.
سيسمع صوتك المرتبك… ويحتويه.
سيرى فوضاك… ويحبها، لأنها جزء منك.

من يحبك حقًا، سيحبك كما أنت… وسيجد مليون طريقة ليحافظ بها عليك.
لن يهرب عند أول خلاف، ولن ينسحب حين تظهر الحقيقة بعد بريق البدايات.
لأن الحب ليس نزهة مؤقتة، بل قرار بالثبات… رغم كل الظروف.

في الحب الحقيقي، لا تحتاج إلى أن تقول “أنا تعبت، ساعدني”، لأن من يحبك سيشعر بك دون أن تنطق.
سيعرف متى تحتاج حضنًا، ومتى تحتاج مساحة.
ومتى يجب أن يصمت ليحتويك، لا ليبتعد.

الحب الحقيقي لا يصنعه الكلام المنمق، بل تبنيه التفاصيل الصغيرة:
رسالة تطمئنك فجأة، لمسة في وقت توترك، حضور صامت وقت انكسارك…
وإيمان لا يتزعزع أنك كفاية، كما أنت.

فإن وجدت هذا الحب، فاحرص عليه.
وإن كنت قادرًا على منحه، فلا تبخل به.
لأن القلوب لا تُربح بالقوة، ولا تُؤخذ بالإلحاح… بل تُحتوى بالصدق والدفء والنية الطيبة.

وفي نهاية كل هذا، هناك دائمًا أمل…

الأمل في أن هناك قلبًا في هذا العالم يبحث عنك كما أنت…
لا كما يُراد لك أن تكون.
قلبًا لا يهمه كم مرة أخفقت، بل يهمه أنك ما زلت تحاول.
قلبًا يرى فيك الجمال الذي لا تراه في نفسك،
ويؤمن بك حين تشك في نفسك،
ويحبك بصبر، وبهدوء، وبحقيقة.

ربما تأخرت الأقدار، وربما اختبرتَ قلوبًا لم تكن جديرة بك…
لكن تذكّر، دائمًا هناك حب صادق على الطريق،
حب لا يخيفه ماضيك، ولا يقلق من عفويتك، ولا يهرب من عمقك.

ثق أن الله لا يخلق قلبًا صادقًا عبثًا…
وأن القلوب التي تنبض بلُطف لا تضيع،
وأنك حين تختار أن تكون حقيقيًّا، فإنك تقترب خطوة من الذي سيختارك لصدقك لا لزيفك،
ولقلبك لا لمظهرك،
ولحنانك لا لخططك.

لا تفقد الأمل…
لأن الحب، في نهاية المطاف، ليس لعبة حظ، بل حكمة قدر.
وما كان مكتوبًا لقلبك، سيأتيه…
حين تكون جاهزًا له،
حين تكون أنت… بكل ما فيك.

اضف تعليقك على المقال