الكاتب : أشرف محمدين
في زحام الحياة، وفي ضوضاء التوقعات، ننسى أنفسنا… نُسكتها حين تبكي، ونُحمّلها ما لا تُطيق حين تئن.
نتعامل مع ذواتنا وكأنها آلة، نُجبرها على السير حتى في أقصى لحظات الإرهاق، ونطالبها بالصبر حين لا نترك لها فرصة للراحة.
لكن… هل خطر ببالك يومًا أن تُطبطب على نفسك؟
أن تواسي روحك كما تفعل مع صديقٍ عزيز؟
أن تقول لنفسك: “أنا معك، أنا فخور بك، حتى وإن لم تصل بعد”؟
الطبطبة ليست ضعفًا، بل رحمة.
الطبطبة هي أن تعترف أنك لست على ما يرام، دون أن تُشعر نفسك بالذنب.
هي أن تسمح لدموعك بالنزول إن ضاق الصدر، دون أن تتهم نفسك بالهشاشة.
هي أن تفهم أنك إنسان… وللإنسان حقه في التعب، في التقلب، في التوقف، وفي الخطأ.
نحتاج أن نُعيد صياغة علاقتنا مع أنفسنا.
ليس فقط في كيف نُكافئها، بل في كيف نُسامحها.
أن نُقلّل من جلد الذات، من لغة اللوم القاسية التي نُمارسها على أرواحنا ليل نهار.
نحتاج أن نُحدّث أنفسنا بلغة أكثر لطفًا، أكثر حنانًا، لغة نستخدمها مع طفل صغير… لكن ننسى أن بداخل كلٍّ منا طفلًا لا يزال يبحث عن حضن، عن دفء، عن أمان.
الطبطبة على النفس هي من أعلى درجات النضج.
أن تكون قويًا لا يعني أن تكون قاسيًا على نفسك.
أن تكون ناجحًا لا يعني أن تكره لحظات ضعفك أو تعثرك.
النجاح الحقيقي هو أن تصل لنقطة من السلام الداخلي تُشبه الجلوس على شاطئ هادئ بعد عاصفة طويلة…
وفي هذه اللحظة، لا تحتاج إلى تصفيق، بل إلى يد على كتفك تقول: “لقد نجوت… وأنا فخور بك.”
كن لنفسك صديقًا قبل أن تنتظر ذلك من أحد.
امنح نفسك الوقت، وامنحها الفهم، وامتلئ برحمة من الداخل.
لا تنتظر من الآخرين أن يُقدّروك، إذا كنت أنت أول من يهمل ذاته.
ولا تطلب من أحد أن يحتويك، إن كنت أنت لا تحتوي نفسك.
الناس يا صديقي لا ترى أوجاعك، ولا تشعر بالثقل على صدرك، ولا تسمع صوتك الداخلي.
هم لا يعلمون حجم الجهد الذي تبذله كل يوم لتبدو بخير، ولا يعرفون كيف تُقاتل لتُكمل طريقك بابتسامة ثابتة رغم العواصف.
وهم معذورون… لأنهم ليسوا أنت.
فكن لنفسك أول الحاضرين، وأكثرهم فهمًا واحتواءً.
الطبطبة قد تكون في أبسط الأمور…
أن تأخذ قسطًا من النوم حين تشعر بالإرهاق، أن ترفض شيئًا لا تُريده دون أن تشعر بالذنب، أن تبتعد عن مكان يؤذيك ولو كان مُزخرفًا بالورود، أن تكتب، أن تمشي، أن تستمع لأغنية تُشبه قلبك، أو أن تجلس في صمتٍ لا يُزعجك أحد فيه.
والطبطبة قد تكون في الدعاء…
حين ترفع يديك إلى السماء وتهمس: “يا رب، أنت تعلم، فارحمني.”
هي لحظة صدق بينك وبين الله، لحظة تُسلم فيها روحك للرحمة الإلهية، وتترك قلبك في رعاية من لا يغفل ولا ينام.
يا صديقي، لا تطلب من العالم أن يكون لطيفًا… كن أنت أول من يُعامل نفسه بلطف.
ولا تنتظر من الأيام أن تُهدّأك، بل كن أنت من يُهدّئ نفسه في عاصفة الحياة.
طبطب على قلبك… و كفي جلد الذات و علي شعورك الدايم بالذنب فإنك تستحق ان تهون علي نفسك و تحبها ، وإنك إن لم تفعل، فمن يفعل؟
اضف تعليقك على المقال