يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

تواضعوا… فالمرض لا يعرف التمييز، والجنة لا يدخلها متكبرون

أشرف محمدين

الكاتب : أشرف محمدين

في زمنٍ طغت فيه المظاهر، وعلت فيه أصوات الأنا، نحتاج أن نعود خطوة للوراء، نخلع عباءة الغرور، ونرتدي رداء التواضع.

فالتواضع ليس ضعفًا، بل هو القوة الهادئة التي لا تحتاج إلى صخب لتُثبت نفسها. وهو الخُلق الذي يُعلي من قدر صاحبه، لا العكس، لأنه يجعله محبوبًا في الأرض، مقبولًا في السماء.

التواضع في الدين… منزلة الأنبياء والصالحين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما تواضع أحد لله إلا رفعه.”
وهو حديثٌ يلخص الكثير. فالتواضع ليس فقط سلوكًا اجتماعيًا، بل عبادة قلبية، يختبر بها الله عباده. لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر، كما أخبرنا الحبيب المصطفى.

تواضعوا… فالمرض لا يفرق بين غني وفقير، ولا بين مشهور ومجهول
كم من متكبرٍ جلس على عرش الصحة، فأسقطه المرض دون سابق إنذار. حينها، تتساقط الأقنعة، وتذوب الفوارق، ويصبح الجميع متساوين أمام ألمٍ واحد.
المرض لا يرى ماركات، ولا مناصب، ولا أرصدة. يرى الإنسان فقط. وهنا تظهر قيمة التواضع… فمن تواضع وهو في عافيته، خفَّ عليه الابتلاء إن نزل، وكان أقرب للناس، وأقرب لرحمة الله.

التواضع في التعامل… رفعة لا يدركها إلا من ذاقها
الناس لا ينسون أبدًا من تواضع لهم وهو قادر، من رفعهم وهو في القمة.
كم من مديرٍ متواضع أحبّه موظفوه، وكم من طبيبٍ هادئ زرع الطمأنينة في قلوب مرضاه.
وكم من مشهورٍ نزل إلى مستوى البسطاء، فزاد حب الناس له أضعافًا.
التواضع لا يقلل من قدر أحد، بل يُعليه في أعين الجميع.

تواضع القلوب قبل الأجساد
أن تواضع مظهرك فهذا أمر طيب، لكن الأجمل… أن يتواضع قلبك.
ألا ترى نفسك فوق غيرك، حتى لو كنت أعلى منهم علمًا أو منصبًا أو مالًا.
أن تفرح لنجاح غيرك، وتبتعد عن استعراض إنجازاتك، وتمنح الآخرين شعورًا بالأمان، لا بالمنافسة.

التواضع في النهاية… اختيار شجعان القلوب
في زمن الكِبر والاستعلاء، يصبح المتواضع نجمًا حقيقيًا.
هو من لا يخشى أن يقول “أنا آسف”، ولا يتردد أن يعترف “ما عرفتش”،
هو من يبتسم لمن هو دونه، ويجلس مع من لا يُحسب له حساب،
ويعلم أن كل ما في يديه… قد يُسلب في لحظة.

فلنتواضع… لأن الكبرياء لا يصمد أمام المرض، ولا يشفع لصاحبه يوم الحساب.
فلنتواضع… لأن الجنة لا يدخلها متكبر.
فلنتواضع… لأننا في النهاية بشر، خلقنا من تراب، وسنعود إليه.

اضف تعليقك على المقال