الكاتب : عمر الحار
تذكرت حال احتفاء قناتي صنعاء وعدن باخبار شبوة ، وتعاملهما المهني الرفيع معهما . حينما يتراقص ذكرها على شفاه مذييعها و مذيعاتها ، كانها مقطوعة موسيقية عذبة و جميلة تطرب اذان ونفوس متابعيها على كثرتهم . اليوم يلقون باخبار شبوة في الهواء مباشرة ، مكسرة الاحرف فاقدة المعاني ، وبنرة صوتٍ اذاعي نشازٍ ، يكأد لايخرج من تجاويف افواههم الابخروج انفسهم مع الكلمات ، لقلة اهتمامهم بتطوير مهاراتهم الصوتية و اللغوية ، والاستخفاف الواضح بالمهنة التي فقدت على اياديهم بريقها الذهبي .
تذكرت حالي في متابعة اخبار شبوة في الفضائية اليمنية وفي عصرها الذهبي ، وحجم المعاناة التي نواجهها في وصول فيديوهات الاخبار اليها ، الاولى في صنعاء و الثانية في عدن قبل دخولنا في العصر الرقمي الرهيب . وكيف كان التعامل الوطني والمهني الراقي معها . آخذا طابع العصر الذهبي لليمن و الذي افل مع صانعه الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه الى يوم الدين .
كان مذيعيها يحتفون بنص الخبر ، مطلقين ارواح ابدعاتهم الغوية في كلماته ، لتنسكب في اذن المتلقي وكانها سمفوانية خالدة لاول مرة يسمعها في حياته .
وحال مذيعو بعض الفضائيات اليمنية الرسمية اليوم يرثى له رغم ترف الاستخدام الرقمي الحديث في التعامل مع الاحداث ، وسرعة الوصول اليها ، لشعور المشاهد بدخول المذيع في معركة خصام شخصي ونفسي شرس مع النص ، بعد نثره هشيما في رياح الفضاء الاكتروني الرحيب ، ليلقى مصيره المحتوم في آفاقه المفتوحه كطيرٍ جميل ممزق الاوصال ، وقع على ذهنية المشاهد وامام عينيه كتلة هامدة لا حياة فيها . متجاهلين قيمة الخبر في حياة الناس ، كمصدرٍ معرفيا واساسيا لها من كل النواحي السياسية ، والعلمية ، واداة من ادوات بنائها الفكري و الاخلاقي السليم .
اضف تعليقك على المقال