يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

تراكمات الزعل بين الأزواج.. قنابل موقوتة تهدد الزواج!

أشرف محمدين

 

الكاتب : أشرف محمدين

في البداية، لا أحد يتزوج وهو يضع في حساباته أن العلاقة ستنتهي بالطلاق، لكن مع مرور الوقت، تتراكم الخلافات الصغيرة، تتحول إلى جبل من المشاعر المكبوتة، ثم تأتي لحظة الانفجار، لحظة يشعر فيها أحد الطرفين، أو كلاهما، أنه لم يعد قادرًا على الاستمرار.

مشهد يتكرر كثيرًا: زوجان يعيشان معًا لسنوات، يمران بمشكلات عادية، لكنها تظل بدون نقاش، بدون حل، فقط يتم تجاوزها أو تأجيلها، إلى أن تأتي اللحظة التي يصبح فيها مجرد خلاف بسيط مثل “نسيان ميعاد مهم” أو “رد فعل غير متوقع” كافيًا ليشعل نارًا ظلت مشتعلة تحت الرماد لسنوات!

الزعل ليس المشكلة.. التراكم هو الكارثة!

المشكلة الحقيقية ليست في الزعل أو الخلافات نفسها، فكل الأزواج يختلفون، بل في الطريقة التي يتعاملون بها مع هذه المشاعر. البعض يفضل الصمت، يراكم غضبه، معتقدًا أن التجاهل هو الحل، بينما يظن البعض الآخر أن النقاش في كل شيء سيجعل الأمور أسوأ، فيؤجل المواجهة، وهكذا يستمر الاثنان في العيش مع “ديون عاطفية” غير مدفوعة، حتى يأتي يوم المطالبة الكبرى!

كيف تتحول التراكمات إلى أسباب للطلاق؟

الأمر يبدأ بموقف بسيط، كلمة لم تعجب أحد الطرفين، تصرف لم يكن في الحسبان، يتم تجاهله، ثم يأتي موقف آخر، ثم ثالث، ثم عشرات المواقف التي يبتلعها الطرفان، حتى يصبح “التجاهل” عادة، و”الزعل المكتوم” أسلوب حياة، وفجأة تجد العلاقة نفسها على شفا الانهيار بسبب شيء قد يبدو للآخرين تافهًا، لكنه في الحقيقة “القشة التي قصمت ظهر البعير”.

لماذا لا يتكلم الأزواج بصراحة؟
    •    الخوف من المواجهة: البعض يرى أن النقاش قد يفتح بابًا للمشاكل، فيفضل الصمت.
    •    التوقعات غير الواقعية: هناك من يظن أن شريكه يجب أن يفهم وحده دون الحاجة للكلام.
    •    الهروب من النقاش: كثيرون يعتقدون أن الوقت سيحل المشاكل، في حين أن المشاكل تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت.

كيف نتجنب هذا الفخ؟
    •    التواصل المباشر: لا تؤجل النقاش، واجه المشكلة عندما تكون صغيرة، لأن ما تتجاهله اليوم قد يدمر علاقتك غدًا.
    •    التفريغ العاطفي المنتظم: خصص وقتًا دوريًا للحديث عن أي شيء أزعجك، ولو بأسلوب هادئ ومحب.
    •    تفهم المشاعر: لا تقلل من إحساس الطرف الآخر، فالمشاعر لا تخضع لمنطق “أنت مكبر الموضوع”، ما يشعر به الآخر حقيقي بالنسبة له.
    •    المسامحة دون ترحيل القضايا: لا تجعل كل مشكلة جديدة فرصة لاستعادة كل المشاكل القديمة، بل تعامل مع كل موقف على حدة.

و في النهاية يجب أن نعلم : 

ان الزواج علاقة شراكة تحتاج إلى صيانة دورية، تمامًا مثل أي شيء ثمين في الحياة. إذا أردت علاقة قوية، فلا تجعل مشاكلك تتراكم حتى تتحول إلى جبل، بل واجهها أولًا بأول، لأن المشكلة الصغيرة اليوم قد تكون سببًا في الانفصال غدًا!

اضف تعليقك على المقال