الكاتب : عمر الحار
كلما حاولت امريكا قص اجنحة مصر العروبة عاودة على الطيران من جديد ، تجوب الآفاق حاملة احلام العرب و احزانهم من المحيط الى الخليج ، فهي قلب الامة الذي لا يموت ، القادر على دفع مياه الحياة في عروقها ، و ايقاظها من سبات عميق ، لتنفض غبار الذل عنها عما قريب .
نحن لانجيد التخدير بالكلام ، على قدر مانجيد الوخز برماحهِ في الضمير العربي المستكين عله يستفيق ، ويستوحي فداحة غيابه عن المشهد وحجم خسرانه المبين و الثمين جراء انغماسه في المذلة والهوان سنين طوال .
ومصر امة اصيلة ، و تاريخ عريق ، عصية على الانكسار ، وان اجبرت للانحاء من عواصف المتغيرات ، لكنها سرعان ماتسعيد وثبتها والوقوف على قدميها من جديد . خلقت كبيرة ، ومتربعة على عرش الحضارة منذ القدم ، و لن تتنازل عن مواقعها في صدارة الامم ، فلها الريادة والشهادة في العلم و الحضارة و التاريخ التليد . مهما حاولت القوى الامبريالية المعاصرة قص اجنحتها كلما طال تحليقها في فضاء العروبة والانتصارات .
عجزت قوى الخريف العبري ، وثورات تدمير العرب ، عن كسر اجنحة مصر العروبة ، عقب نجاحها في استئصال ريشها من الجذور في اكبر عملية اختراق عام وشامل لتاريخ امنها الوطني و القومي ، وفي غفلة من العقل المصري النشط ، لكنها تمكنت من استعادة انفاسها المتقطعة ، و مداوة جراحتها العميقة ، واعادة ترتيب بيتها الداخلي ، و انقاذ الجمهورية ، ونظامها الوطني الراسخ من قعر هاوية قوى التدمير العبري البائس كاشفة وجوههم على حقيقتها المعروفة في قوائم المتاجرة بالدين .
ولايمكن باي حال من الاحوال تجاهل اول عملية لقص اجنحة مصر العروبة في تاريخها الثوري المعاصر ، باقدام رئيسها السادات على قصها علانية في كامب ديفيد ، ليسلم بيديه نسر الثورة المصرية و عروبتها بلا اجنحة لتلابيب . وقد غاب في دخان غليونه الكثيف ، وعقله المغلف بان قلبها لم يزل ينبض بالعروبة و مشروعها ومصيرها القومي المشترك ، المتجدد اليوم بالعهد المصري الجديد القاطع برفض تهجير غزة ، ورفض تدميرها ، ورفض قتلها . على محاولة امريكا تضييق الخناق عليها مبكرا ، بضرب الملاحة الدولية في باب المندب ، و البشارات الكاذبة لمستشار رئيسها للمنطقة ، بقرب انهيار النظام المصري . ولايمكن لمصر ان تلدغ من جحر امريكا للمرة الثالثة ، وهي تعمل جاهدة على تأمين حياتها السياسة بالاقتصاد والعقول المبدعة في كل مجالٍ من مجالات الحياة .
اضف تعليقك على المقال