يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

العشوائية والفساد الإداري في اتحاد الكرة المصري: كرة القدم بين الأزمات والقرارات العشوائية

أشرف محمدين

الكاتب : أشرف محمدين

لا يمكن الحديث عن كرة القدم المصرية دون التوقف عند المشهد الإداري المرتبك داخل أروقة اتحاد الكرة. ذلك المشهد الذي يبدو وكأنه مستوحًى من أفلام الكوميديا السوداء، حيث القرارات تُتخذ بعشوائية، والتخطيط مجرد رفاهية، والمحاسبة تُستبدل بالتبريرات المتكررة.

منظومة بلا رؤية

عندما تنظر إلى اتحادات الكرة في الدول المتقدمة، تجد خططًا واضحة تمتد لسنوات، استراتيجيات تطويرية، وأهدافًا محددة تسير وفقها المسابقات المحلية وتُدار بها الدوريات و الاندية والمنتخبات الوطنية. أما في مصر، فالمشهد مختلف تمامًا؛ التخبط هو العنوان العريض، والقرارات تُطبخ على عجل وفقًا للمصالح، وكأن كرة القدم تُدار بالفهلوة لا بالعلم والإدارة و لعل أزمة مباراة الاهلي و الزمالك خير دليل علي ذلك فالمبرر الذي يسوقه اتحاد الكرة بانه لم يكن عنده وقت كافي لاستقدام حكام أجانب نكته سخيفة تدل علي أننا لسنا في منظومة بل و كاننا في فرن بلدي .

 إدارة الأزمات أم صناعة الأزمات؟

أي اتحاد كرة قدم محترم في العالم يضع خططًا للتعامل مع الأزمات الطارئة، لكن في مصر، يبدو أن اتحاد الكرة لا يخطط إلا لصناعة الأزمات بنفسه. قرارات متضاربة في مواعيد المباريات، لوائح تُفسر وفق الأهواء، تدخلات خارجية في القرارات المصيرية، وضعف رهيب في التعامل مع الملفات المهمة مثل تطوير التحكيم أو إعداد المنتخبات.

كم مرة تم تغيير المدير الفني للمنتخب بسبب ضغوط جماهيرية أو سياسية؟ كم مرة تغيرت لوائح المسابقات أثناء الموسم؟ لماذا نجد أنفسنا في كل مرة أمام أزمة جديدة دون أي آليات حقيقية للمعالجة؟ الأسئلة كثيرة والإجابات غائبة.

الفساد الإداري: عندما تصبح المصالح أهم من المصلحة العامة

لا يمكن الحديث عن كرة القدم المصرية دون الإشارة إلى الفساد الإداري الذي ينخر في جسدها. عقود مشبوهة، مجاملات في التعيينات، غياب الشفافية في إدارة الأموال، وقرارات تصب في مصلحة فئة معينة دون النظر إلى الصالح العام.

من يتابع تفاصيل إدارة الكرة في مصر يدرك أن بعض المسؤولين يتعاملون مع المنظومة كأنها “عزبة خاصة”، حيث تصبح العلاقات الشخصية أهم من الكفاءة، والولاءات أقوى من المعايير المهنية. الأمر لا يقتصر على الاتحاد فقط، بل يمتد إلى الأندية التي تعاني من نفس الأمراض الإدارية، ما ينعكس على مستوى الكرة المصرية ككل.

إلى متى يستمر هذا العبث؟

كل مرة تخرج الجماهير المصرية غاضبة بسبب قرار غير منطقي أو فضيحة تحكيمية أو إدارة كارثية لملف المنتخبات، لكنها في النهاية تعود لتشجع وتنسى، فيستمر الاتحاد في نفس النهج دون رادع أو محاسبة. و لا احد يقول لي ان ادارة اتحاد الكرة الحالي هي جديدة و ما زالت في البدايه لان اصغر مشجع في مصر يعلم ان رئيس الاتحاد الحالي هو من كان يدير اتحاد الكرة فعليا أثناء الفترة السابقة 

إذا أرادت مصر أن تعود إلى الريادة في كرة القدم، فلا بد من إصلاح جذري في إدارة المنظومة، بدءًا من فرض الشفافية والمحاسبة، مرورًا بوضع خطط تطوير حقيقية، وانتهاءً بإبعاد أصحاب المصالح الشخصية عن مراكز صنع القرار.

أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فانتظروا مزيدًا من العشوائية، ومزيدًا من الأزمات، ومزيدًا من الخيبات الكروية.

اضف تعليقك على المقال