يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

اليوم العالمي للمعلّم وحال المعلم اليمني

عبدالسلام الدباء

 

الكاتب : عبد السلام الدباء*

في الخامس من أكتوبر كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم، اعترافاً بالدور المحوري الذي يلعبه المعلمون في تشكيل مستقبل الأجيال وتوجيه المجتمع نحو التنمية المستديمة، باعتباره يوماً لتكريم الجهود التي يبذلها المعلمون، وإلقاء الضوء على التحديات التي يواجهونها في سبيل تقديم رسالة التعليم السامية.. ولكن في اليمن يأتي هذا اليوم تحت ظلال من الأزمات المتعددة التي تعصف بالبلاد، مما يزيد من التحديات التي تواجه المعلمين في شتى المجالات العملية والمعيشية..

يعيش المعلم اليمني ظروفاً استثنائية نتيجة الانهيار الاقتصادي واستمرار الصراع الدائر منذ سنوات، وأهم هذه التحديات انقطاع المرتبات، حيث لم يتسلم الكثير من المعلمين رواتبهم لعدة سنوات، وهذا الوضع أدى إلى تدهور الوضع المعيشي للمعلم، مما أجبر العديد منهم على البحث عن مصادر دخل بديلة أو العمل في مهن أخرى خارج مجال التعليم، وقد انعكس هذا الوضع بشكل مباشر على الأداء التعليمي في المدارس، حيث فقد العديد من الطلاب فرص الحصول على تعليم ملائم..

إلى جانب انقطاع الرواتب، يواجه المعلم اليمني غياب الاهتمام الرسمي والدعم الحكومي، إذ لا تتوفر بيئة تعليمية ملائمة في ظل نقص الإمكانيات التعليمية الأساسية مثل الكتب المدرسية، المواد التعليمية، وحتى البنية التحتية للمدارس، هذا بالإضافة إلى غياب الحوافز التي تشجع المعلم على الاستمرار في تقديم رسالته التعليمية..

لاشك بأن الظروف الصعبة التي يمر بها المعلم اليمني لم تؤثر فقط على حياته الشخصية، بل امتدت لتشمل العملية التعليمية برمتها، وهذا قد أدى إلى أن العديد من الطلاب حُرموا من التعليم بسبب الإضرابات المتكررة، وتزايد ظاهرة التسرب المدرسي، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً من الصراع، كما أن الفجوة بين جودة التعليم في اليمن وبقية دول العالم اتسعت بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى كارثة معرفية وأجيال غير مؤهلة للانخراط في سوق العمل أو المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل البلاد.

وفي ذكرى اليوم العالمي للمعلم، تتجدد الدعوات إلى تحسين أوضاع المعلمين في اليمن، بدءاً من توفير الرواتب المستحقة لهم، وتأمين بيئة تعليمية تليق بمكانتهم وذلك باعتبار أن المعلمين هم أساس النهضة المجتمعية، ولا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم أو يحقق التنمية الشاملة دون توفير الحماية والاهتمام اللازمين لهذه الفئة المهمة من المجتمع..

وختاماً فان العالم يقف في اليوم العالمي للمعلم، إجلالًا وتقديراً لدور المعلمين في بناء المستقبل.. وفي اليمن تزداد الحاجة إلى دعم المعلمين وتخفيف معاناتهم، حتى يتمكنوا من الاستمرار في تقديم رسالتهم النبيلة لأن التعليم هو ركيزة النهوض، والمعلم هو ربان هذه السفينة التي تقود المجتمعات إلى بر الأمان والتقدم.
_________
* مستشار وزارة الشباب والرياضة اليمنية

اضف تعليقك على المقال