الكاتب : عديل عقلان
نعم سل عن أحلامنا
التي تخلّدت في سماء الليل
وعن الليالي التي وُلد فيها الأمل.
كانت تلك اللحظات تُضيء كالنجمات.
ولكل نجم قصة تشبه قصتنا، حياة تحمل بين خيوطها دموع الفراق وضحكات الانتصار.
والجلوس تحت سماءٍ واسعة،، نتبادل وكم من مرة، اقترحنا معًا أن نأخذ من نور تلك النجوم، لنصنع منها شجاعة في مواجهة الظلام والامامة.
في سماء الوطن، حيث تتلألأ النجوم وتدوي أصوات الحق، ينطلق صوت ايوب طارش Ayoub Taresh كصوت المكافح، ينادي بالحرية ويحدو الأغاني الثورية.
صوت يُسطر تاريخ الجرح والألم
ولكنه يُبقي في القلب حماس الثورة وأمل الغد.
أيوب في السماء، وأيوب في الأرض
جسر الروح بين الحلم والواقع، بين مقاومة الامامة والاحتلال وأصوات الفرح.
لم يكن أيوب وحده فقط، بل كان المناضل الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان، أحد الرموز التاريخية والثورية، الذي عاش حياة تتجلّى فيها معاني النضال الحقيقي.
كان النعمان ابن الأرض، ابن الحجرية، ابن الثورة، ابن النضال الذي تربى في أحضان الوطن الجريح.
كان يحمل على عاتقه قضايا الضعفاء والمظلومين، خطى بجرأة في الدروب الوعرة، متحدثًا باسم الذين لا صوت لهم.
عندما يتحدث النعمان ، تتحول كلماته إلى أغانٍ مشابهة لتلك التي يرددها أيوب.
كان يُجسد في خطبه روح المقاومة، يخاطب الجماهير بشغف ويُشعل فيهم شعلة الأمل.
كانت كلماته تخرج من عمق المعاناة والاشتياق إلى وطنٍ حر وعادل، لتلمس القلوب وتعصف بالأرواح. هنا تتلاقى الأصوات، صوت الفن وصوت الكفاح، ليشكلا ثنائية مثالية تعكس روح الجندي الذي يواجه معركة ثابتة من اجل الجمهورية.
أغاني أيوب، دفقات من الحياة، تعكس روح الشباب المتمرد على الفساد والاستبداد.
لكن النعمان يجعل الكلمات تتجاوز حدود الأغاني، لتُصبح نداءً لكل من يسعى للحق، وللعدالة.
هنا، نرى كيف أن الفن والسياسة، الموسيقى والنضال، يسيران جنبًا إلى جنب، يقدم كل منهما دعمًا للآخر، ويرتقيان معًا.
عندما تصدح أغاني أيوب في الزوايا المُظلمة للوطن، تبرز في الأفق صورة النعمان، رحمة الله عليه
الذي كان يحمل آمال الناس في قلبه.
هو المناضل الذي لا يعرف الكلل
يمد يده ليعانق كل من يُدافع عن قضية، وكل من يرسم الحلم في أيام صعبة. فهو يدرك أن النشيد الثوري لا يتوقف عند حدود الصوت
بل يمتد إلى الفعل، لتتحول الكلمات إلى مسار نحو التغيير.
بينما تتنقل آلات الموسيقى..
تُصاغ مداميك الثورة على أنغام الحق.
تغني الأرض لأبنائها الأبطال.
الفضول، وأيوب، أيقونتان تُعبران عن حاجة الوطن للأمل، وتُوحّدان الأصوات في جوقة واحدة تردد: "لا للظلم، نعم للحرية!". إنهما يجسدون الروح الجماعية التي لا تموت، بل تُحيى كلما احتاجها الوطن.
كما أن أغاني أيوب ليست كأي أغاني، بل هي صرخة من الأعماق تُحاكي العقبات، تُعطي دفعة للأرواح المختنقة تحت وطأة الظلم. يطرح قضايا الفقر والتمييز، يمسح الدموع، ويُضيء مشاعل الاستنهاض والتغيير. في الغرف المُغلقة، حيث تُدار الدسائس، تظل أصواتهم تتردد، تلهم كل من يبحث عن العدل. في كل لحن، تتعالى الأهازيج كصرخة من قبَل الثوار، تحث الناس على الوحدة والتضامن،
لأن في الوحدة تكمن القوة.
النعمان و أيوب، في كل نغمة يعتلي صوتهما، يشعر كل مستمع بأنه جزء من حكاية أكبر من مجرد كلمات إنها حكاية شرف، حكاية مناضلين، لا يعرفون الاستسلام.
إنهما يمثلان الوجدان المشترك، الحلم الذي يتجسد في كل أغنية وكل خطاب، يحمل تطلعات الشباب إلى غدٍ أفضل، حيث تُسطر الكلمات بحروف من نور.
بهذا، يظل أيوب والفضول خالدين، ليس فقط بأغانيهم وأفكارهم، بل بمشاعر الانتماء والفخر التي يُثيرونها فينا.
هما صوت الثورة، الموسيقي والسياسية، اللذان ينسجمان في سيمفونية من العدل والحرية والثورة إنهما يُذَكّرانا بأهمية الثبات والعطاء في سبيل وطنٍ حر، يستحق الفخر والكرامة.
اضف تعليقك على المقال