الكاتب : محمد قشمر
استمرت حالة النقد غير البناء والحملة التي قد تكون ممنهجة على رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بعد لقائه المتلفز، والذي تحدث فيه بعفويةٍ (من وجهة نظري) عن توجيهه بدعم إحدى الجمعيات التي توفر وجبات من الروتي والفاصوليا لعدد خمسين ألف محتاج إضافي، ورغم أن الأمر في الأصل يهدف إلى تخفيف حدة الجوع على عدد أكبر من اليمنيين، فإن الرئيس لم يسلم من نقدٍ لاذعٍ بل ومؤذي في أحيانٍ كثيرة، حركت النقد التي حدثت تظهر جانب صحي مهم يتمثل في الحق بحرية التعبير وإبداء الرأي في مناطق الشرعية، وهذا الحق محروم منه كل من يقبع في مناطق سيطرة الحوثيين فهم يعجزون عن نقد مشرف حوثي فكيف بالنقد والسخرية من قيادات حوثية كبيرة.
وهذا الجانب بحد ذاته يعتبر من أهم الإنجازات في مناطق الشرعية التي لديها مساحات واسعة للتعبير، ولكن السؤال الذي يدور في خاطري هل هذه المساحة متروكة للتعبير والتفريج عن الذات بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، أم أنها تعتبر من اهم النوافذ للإطلالة منها على هموم ومشاكل، واحتياجات المواطنين، وجعل تلك الانتقادات المباشرة بمثابة نافذة مع المواطنين لمعرفة همومهم ومشاكلهم.
ما حدث من الأخ الرئيس في اللقاء كان تعاملاً عفوياً، في محاولة منه للتأكد على أن الرئاسة تسعى لإيجاد حلول مختلفة حسب الإمكان لبعض ما يواجهه المواطن اليمني. ولكن المواطن اليمني اليوم يطلب أكثر من ذلك.
وجدت أن ما قدمه الرئيس واجب عليه، وليس من حسابه الشخصي، وهذا أمر محمود كان يمكن أن يتم دون ضجيج إعلامي، و يمكن أن يتم الاستفادة من ذلك الضجيج الإعلامي بتوجيه بعض الموارد المالية لتحسين بعض الخدمات في المحافظات المحررة.
كانت زيارته لحضرموت مهمة ولكن الأهم هو ماذا سيقدم فعلا لحضرموت أرضا وانسانا من خدمات يجب أن يجد أثرها المواطن البسيط في حضرموت، كما أنه كرئيس دولة تعيش حالة صراع مسلح وصراع اقتصادي جثم على الشعب وجعله يعيش حالة من البؤس يجب أن يدير كافة الملفات باقتدار وكفاءة، ولاشك أنه كرئيس يحكم اليمن في فترة زمنية حرجة يحتاج لكل مخلص وأمين ومفكر وإداري مميز وناجح ليكونوا سنداً له في المعركة الحقيقية التي يقودها، فهل فعلا الأخ رئيس المجلس الرئاسي متكئ على كوكبة من المفكرين والاقتصادين أم انه مستند على مجموعة من الحزبويين وأصحاب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة التي لا ترقى لمصالح اليمن الكبير الذي يعيش هذه الحالة المزرية.
ندعو رئيس المجلس الرئاسي إن كان يرى أنه بالإمكان التواصل مع أبناء الشعب من المفكرين والكتاب والأحرار والعسكريين في الداخل والخارج ليكونوا له سنداً وعونا في كل المعارك التي يخوضها بصفته قائداً للجميع. نحن معك طالما أنك ترغب في أن نكون معك، وتأكد بأن الشعب في أمس الحاجة إلى قائد فذ قائد حقيقي يعرف ماذا يريد، وكيف يمكن أن يحقق ما يريد، والقوة الشعبية معك لأن تاريخك يشهد لك.
لا يمكن أن ننسى أنك ممن تعرضوا لذلك الاستهداف القاتل في مسجد دار الرئاسة، وأن الله كتب لك السلامة لتعود اليوم قائداً لكل اليمنيين، فهل أنت فعلا قائداً لكل اليمنيين.
ونعلم أيضا أنه لا يوجد اليوم مجلس نواب فاعل ولا مجلس شورى قادر على تقديم شيء، الشيء الوحيد الموجود اليوم أمام الشعب اليمني مجلس رئاسي أنت من يتولى رئاسته، وأنت من يدير دفة القيادة، ونعلم يقيناً أن الأمواج السياسية والأوضاع العامة متلاطمة، وأن تكون رئيساً لليمن في هذه الفترة فهذه من أعظم المسؤوليات، و نعلم أن يداً واحدة لا يمكن أن تقدم الكثير، إلا إذا كانت تمتلك كل مصادر القوة، ونعلم أنه رغم أنك رئيساً للمجلس الرئاسي إلا أنك لا يمكن أن تتخذ قراراً فردياً، لكن يجب أن تكن موقناً أن أكثر من ثلاثين مليون يمني سيقفون خلفك عندما يرون أنك تقاتل لأجلهم، فقاتل لأجلهم ولأجل اليمن الكبير.
نحن جميعاً معك فهل ستقبل ان نكون معك وتكون معنا في معركة استعادة مصيرنا، وحياتنا المسلوبة وقرارنا التائه في أزقة ودهاليز المجتمع الدولي الذي لم يقدم لليمن حتى اليوم غير الدمار والشجب والوعود الكاذبة وفرض التنازلات للميليشيا الحوثية.
أعيدها عليك هل تريدنا أن نكون معك، وأن نكون سندك، فأرجوك ألا تتقوقع على نفسك وعلى حاشية لا يمكن أن تكون هي سندك ومستشاريك ووزرائك دون الشعب. نحن ندعوك لأن تستمع الينا، ونرجوك أن تصغي إلى أرواحنا التي أصبحت من التعب لا تقوى على البكاء لكنها ترغب في أن تقول لك كن قائداً يدرك ما يريد.
قد تكون ثرياً أيها الرئيس، بل قد تكون ثرياً جداً، بل قد تكون ثرياً جداً جداً، وكذلك الكثير من قيادات الدولة، لكن لن تكونوا شيء يذكر بدون وطن تنتمون اليه، وتنتسبون إلى تاريخه الذي أنتم جزء منه سواء بالذكر الطيب أو غير ذلك.
أذكرك أنك تستطيع زيارة تعز، وتقدم لها أكثر مما قدمه لها لناشطون من تركيا وغيرها، ويمكن أن تكون أنت قائد النور في كهرباء تعز، وكما قدمت مليار لوجبة الروتي والفاصوليا قدم مثلها على أقل تقدير لكهرباء تعز، وتابع موضوعها حتى يبدد نور الكهرباء الحكومية ظلام تعز الحالك، ارمي بثقلك الكبير عند الداعمين من الأشقاء والأصدقاء لتشغيل مطار عدن والريان، وتفعيل ما تستطيع من ميناء عدن. إن الجميع من الأصدقاء والأشقاء يكنون لك الاحترام، فسخر هذا الاحترام لتحقيق مكاسب للشعب البسيط المكلوم، ابذل كل جهدك لأن تقود اليمن بقوة للسلام ونحن معك نحمل غصون السلام، أو للحرب ونحن معك وقود الحرب ونارها، وتأكد اننا بك وأنت بنا سننتصر، وأن المجتمع الدولي سيرضخ لك كما يرضخ للحوثين في أحيانٍ كثيرة.
ما أزلت اسألك أيها الرئيس ..هل ترغب أن نكون معك؟ فأنا ممن ينتظرون لقائك ليكونوا معك لا عليك فكن معنا نكن معك.
اضف تعليقك على المقال