ارسال بالايميل :
8644
الكاتب : شعيب الاحمدي
كعادتها القديمة الجديدة، مليشيا الحوثي تستمر في تشريع بإلزام المدارس بصنعاء بانتداب موجهين تربويين ومسؤولين ثقافيين تابعين لها، وذلك للاستمرار في تنفيذ مشروعها الطائفي الذي يستهدف النشء في جميع المراحل العمرية.
توضح الممارسات الطائفية، أن الطريقة الوحيدة لإسقاط الدول أو الاستمرار في الحكم، إفقار الشعوب لاكتساب فكر الأفراد، حينما تسطو الجماعة الطائفية على فكر الفرد، تجعله متخبط في شتات معرفي كبير يبحث عن اللاشيء باللاوعي! ويذهب بنفسه إلى جحيم الحرب بلا مبالاة وذلك كما يحدث منذ بداية الحرب، جماعة الحوثي سلطة أمر الواقع في المناطق الشمالية، غيرت مناهج التعليم القديمة، أصبحت تعمل عمليات قيصرية وإجهاض للحقائق والوقائع التي تثبت تورطهم في ديمومة سوداء منذ نشأتهم القديمة حتى ظهورهم العنصري الجديد، وتسطر لهم بطولات خرافية، لكن لا يمكنها أن تخفي حقائق فسادها التاريخية عن الوعي المتنور.
البداية المأساوية كان الجميع يستهزأ بأن -الحوثي- جماعة قليلة ستنتهي بمجرد زحف عسكري قوي البنية، بعد التدخلات الخارجيّة السياسيّة والعسكرية، الداعمة للشرعية، بينما كانت الجماعة تبحث عن الافراد في أزقة المحافظات الشمالية المقموعة عسكريًا، لتأخذهم من أسرهم قسرًا إلى الجبهات، وتأخذ من تبقَ للمراكز الصيفية وتخاطبهم، خطابات دينية وعقائدية، وجهادية شيعـ ـية منحرفة عن الأصوليّة الحقيقية للمجتمع اليمني بل ولكل الإنسانيّة، وتعلمهم فنون التمرد والانفصام عن قرارات الأسرة، ومصلحة المجتمع، والتحريض على الذهب بهم نحو قتال اسرا/ئيل، وقد نجحت بذلك لأن كسب فكر الفرد الداخلي أهمّ من القوات الخارجيّة المرتجفة.
كما أنها تعلم الجماعة اليوم أن الفرد الواعي إذا امتلك القرار لا يمكن للسلطات أن تحتل ذاته وتخرجه عن طوره إلى هذه الديمومة، لذلك ركزت على تطيفه وانتزاع إنسانيته في الدورات الطائفية حتى أنه أصبح يخرج يقتل والديه، ونموذجًا لذلك ما حدث في مدينة إب وعمران.
تسعى الجماعة للبقاء حياة أطول في الحكم عن طريق تجهيل الفرد فكريًا، وسياسيًا، لأن هؤلاء العاملين إذا اجتمعوا في عقل واحد وعرفوا مخاطر الفكر الزيدي سيشكلان خطرًا ثوريًا على الحكم والحاكم.
على مدى سنوات الحرب سلُبت جماعة الحوثي المصنفة في القائمة الأمريكيّة للإرهاب، من الشعب القرار الذاتي وجعلته يستميت وينفذ الأوامر السياسيّة لإيران أو الخاصّة بهم كأسرة عنصرية كل نتائجها دمويّة وتخريبية، وذلك بعد تحريضها بطريقة ممنهجة باسم محاربة الأمريكان ونصرة غـ ـزة كما هو حاصل اليوم، وبجلت نفسها الدموية وأظهرتها كصورة محورية للمقاومة الوهميّة، وأشعلت الكينونة الانتقامية من الشعب تحت هذا الغطاء. شكل الانخراط مع هذا التيار القمعي سياسيًّا ودينيًّا، أفقد المواطنين الاستقرار النفسي وصناعة القرار بما يرونه مناسب، كونه يعمل تحت إطار الواجهة الحقيقية المأمور إليها طوعًا أو طمعًا في إرضاء هذه الفئة.
الحقيقة التي تريد اخفاؤها منذ بداية الأمر؛ حاربت في عمران، خاضت حرب دموي مسلحة أوضحت جبروتها لكن عاطفية الشعب كانت غلابه بسبب الظروف الاقتصاديّة التي تمر بها البلاد، حتى بعد دخولها صنعاء، كان خطابها جمالي حيثُ كسب عاطفة الشعب الذي يثور غضبًا على الفقر، حيثُ استخدمت : رفض الجرعة، وتخفيض الأسعار، وتوفير الكهرباء. وما إلى ذلك من أشياء التي كان يفقدها الشعب. حتى سيرت خططها القمعية وكسبت تأييد القبائل ودعم الرئيس السابق، أصبحت سُلطة عسكرية قمعية، أخذت كل ما يملكون، من أمام أعينهم، بل وهم يبتسمون وترهقهم ذله، بعد فقدهم قرارهم الذاتي على رفض هذه الهمجية الاستعلائية، والأعمال المشينة بحق الإنسانيّة. حينها تسهل لها الحكم، و نالت غاية الدخول لرفع المظلومية الوهميّة.
كما أنها استمرت هذه الجماعة الدموية، المرتدية لثياب الدين الاستعلائي المدعية بالحق الإلهي، من الحصار والعدوان ونصرة فلـ ـسطين، بينما؛ هيَّ تحمل فكر الموت للجميع، تعيش الأسرة السلالية الحياة الخاصة السعيدة لها في الداخل والخارج بمقابل موت اليمنيين. لن ينتهي الصراع السلطوي القمعي، المدعي بأحقية الحكم الإلهي، إلا في حال عودة فكر الشعب الجمهوريّ إلى الشعب الجمهوريّ، دون تميزات قبلية وحزبية عنصرية، وأطماع أسرية.
اضف تعليقك على المقال