ارسال بالايميل :
7274
الكاتب : عبدالسلام الدباء*
تُعتبر حقوق الإنسان أساسًا مهمًا لتحقيق العدالة والمساواة في المجتمع العالمي، وهي الحقوق التي ينبغي أن يتمتع بها كل فرد بغض النظر عن العِرق أو اللون أو الدين أو المنطقة الجغرافية، ومن المفترض أن تكون هذه الحقوق ثابتة وغير قابلة للتغيير أو التفاوض، كونها تتعلق بالكرامة الإنسانية والقِيَم الأساسية التي يجب أن تظل مصونة للجميع..
وفي هذا السياق، يبرز التحدي الأكبر في تحقيق هذه الحقوق بشكل كامل ومتساوٍ في جميع أنحاء العالم، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هو الوضع في قطاع غزة، حيث يعاني الشعب الفلسطيني من حرمان كبير من حقوقه الأساسية ويعيش سكان غزة في ظروف صعبة، مع قيود صارمة على حرية الحركة والحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، إضافة إلى تعرضهم المتكرر للعنف وجرائم الحرب الصهيونية المستمرة كل يوم..
والحقيقة إن التمتع بحقوق الإنسان يجب ألا يكون امتيازاً يُمنح لفئة دون أخرى، ويجب أن يدرك العالم أنه اليوم وبعد السابع من أكتوبر الماضي قد أصبح بين خيارين: إما أن يعمل على أن يعيش سكان غزة كبقية سكان العالم، أو أن يعيش جميع سكان العالم كما يعيش سكان غزة، وهذا يعني أن الجميع يجب أن يتمتع بحقوقهم كاملة بدون استثناء، وأن تُضمن لهم الحريات الأساسية التي تُكفل بموجب القوانين الدولية لحقوق الإنسان، ومن ذلك حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني الفلسطيني مثله مثل بقية شعوب العالم..
على العالم أن يعي أن الإنسانية هي واحدة لدى الجميع، ولا يمكن أن يكون هناك تمييز أو تفضيل لأي مجموعة على حساب أخرى، وأن حقوق الإنسان هي للجميع، ولا بد أن تتحقق وفق قواعد العدالة والإنصاف، وأن تعزيز حقوق الإنسان في غزة ليس فقط مسؤولية الفلسطينيين، بل هو واجب عالمي يتطلب تضامناً دولياً لتحقيقه، وعلى المجتمع الدولي أن يعمل بجدية وبكل الوسائل المتاحة لضمان حصول سكان غزة على حقوقهم كاملة، وأن يعيشوا حياة كريمة وآمنة، مثلهم مثل أي إنسان آخر في هذا العالم..
ختامًا.. فإن العدالة الحقيقية لايمكن أن تتحقق إلا عندما نرى أن حقوق الإنسان تُحترم وتُنفذ للجميع، دون أي استثناء، وهذا يتطلب جهوداً مشتركة من كل الدول والأفراد والمنظمات الدولية لتحقيق هذا الهدف النبيل، وضمان أن يعيش كل إنسان على أرضه حياة تليق بكرامته وإنسانيته؛ وفي الأولوية من ذلك حق الشعب الفلسطيني الذي ما يزال يرزح تحت أبشع احتلال عرفه التاريخ حتى اليوم.
_______
* مستشار وزاره الشباب والرياضه اليمنية
اضف تعليقك على المقال