ارسال بالايميل :
1727
العزي العصامي
ايام قليلة باتت تفصلنا عن بطولة غرب اسيا لكرة القدم التي تستضيفها العراق اخر الشهر الحالي ، وهي من وجهة نظري فترة قصيرة جدا لاستعداد المنتخب لهذه البطولة خصوصا اذا علمنا أن اتحاد كرة القدم لم يحصل بعد على المخصصات المالية الخاصة لبدء الاستعداد لهذه المشاركة رغم تحديد موعد ومكان تجمع اللاعبين الذين تم استدعاءهم من قبل الحهاز الفني للمنتخب الى المكلا ، ناهيك عن صعوبة استخراج مخصصات الدوري التنشيطي.
جميعنا يعلم ما هي الظروف التي تمر بها البلاد وتأثيرها على المنتخبات الوطنية وكرة القدم بشكل عام في اليمن وبالتالي وغياب المنافسات الرسمية التي من شأنها تسهيل مهمة الاختيار لافضل اللاعبين ، وتأثيرها بشكل عام على الاندية والرياضيين المنتسبين لها ولمختلف الاتحادات الرياضية .
ولهذا وجد اتحاد كرة القدم نفسه مضطرا لترحيل مسألة تعيين جهاز فني للمنتخب و البدء بالاستعداد للبطولة من شهر لاخر بانتظار ان تتوفر المخصصات المالية المناسبة لإقامة الدوري التنشيطي الذي كان تصوره معدا لدى المختصين بالاتحاد منذ فترة طويلة ، ومن خلاله يسهل اختيار أفضل العناصر واستدعاء المنتخب واقامة معسكر داخلي وخارجي وما يتطلبه ذلك من نفقات مالية وإمكانيات .
من وجهة نظري الشخصية ولكل تلك الاسباب ارى أن الاعتذار عن المشاركة في بطولة غرب اسيا بهذا التوقيت هو الافضل لمنتخبنا حتى لا تكون النتائج كارثية، وحتى يتمكن الاتحاد بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة من توفير المخصصات المالية المناسبة لخوض التصفيات المشتركة لكأس العالم ٢٠٢٢م بقطر وكأس اسيا ٢٠٢٣م بالصين، والتي تبدأ مرحلتها الاولى في سبتمبر القادم بعد اقل من شهرين بالتحديد.
مع ان بطولة العراق بحد ذاتها - لو كانت قد توفرت الظروف والامكانيات المناسبة لها - ستكون خير اعداد لتصفيات كأس العالم وكأس اسيا وستغني الاتحاد عن البحث عن مباريات تجريبية مناسبة قبل التصفيات الرسمية وهي وجهة نظر صائبة ومنطقية لكن تنفيذها بات في هذا الوقت صعبا .
وبالتالي انا مع عدم المشاركة في غرب آسيا، حيث بإمكان اتحاد كرة القدم ان يوفر على نفسه وعلى الجميع كلفة المشاركة فيها ، والشروع في اعداد المنتخب بصورة افضل لبدء التصفيات المشتركة والتي تستمر قرابة العام في اطار مجموعة ستضم خمسة منتخبات ستحددها القرعة لاحقا، وخلالها يخوض منتخبنا ثمان مباريات رسمية اضافة الى امكانية خوض معسكرات ومباريات تجريبية بين المباريات الرسمية اذا استمر توقف الدوري المحلي .
واعتقد ايضا ان الدوري التنشيطي سيكون فرصة ايضا لتحسين اختيارات لاعبي المنتخب واستمرارهم في جاهزية تمكن الجهاز الفني من متابعة الجميع واختيار افضل العناصر ، وايضا توسيع دائرة الخيارات لتضم اكثر من خمسين لاعبا يتم اختيارهم من خلال البطولة وغربلتهم قبل بدء التصفيات الرسمية لكأس العالم وكأس آسيا .
قد يعتبر البعض ذلك تخبطا ، متجاهلين ظروف البلاد والصعوبات التي يواجهها الاتحاد دائما من اجل اعداد المنتخبات الوطنية ، حيث تبدو سياسة الاتحاد في هذه المرحلة وفقا للمستجدات التي يواجهها في كل مرة ، بدون أن يتمكن من تنفيذ برنامج واحد يخص المنتخبات الوطنية بصورة طبيعية ومنتظمة ، وهو معذور في ذلك .
هذه وجهة نظري اضعها بين يدي قيادة اتحاد كرة القدم ، وهي وجهة نظر قد تحتمل الصواب والخطأ، لكن ارجو دراستها ومناقشة هذا الامر باستفاضة واتخاذ القرار المناسب وسنكون مع الاتحاد مهما كان قراره دعما وسندا له، وسنواصل وضع الافكار والتصورات ومقترحات الحلول والمعالجات، كما نقوم بانتقاده دائما .
اضف تعليقك على المقال