ارسال بالايميل :
5418
الكاتب : عمر الحار
كل شي قابل للنسيان في اليمن ، الدين . الوطن . الثورة . الجمهورية . الاخلاق . فهل هي بلا ذاكرة ؟ . ام هي بلا هوية ؟
و كلا الاحتمالين صح ، وان كانت تهمة ضياع الهوية تتحمل جريرة ضياع الوطن و مايترتب عليها من متوالية الضياع الرخيص ، المتسببة في احداث ثقب في الذاكرة ليكون بمقدورها استلهام حجم الكارثة التي حلت باليمن و نسيانها في غمضة عين . لنصبح في بضع سنين مجردين من القيم الاجتماعية العليا . على علمنا استحالة الحياة بدونها ، بينما الواقع يؤكد تخلينا عنها في وضح النهار ، لنمضي في البحث عن الحياة فاقدين طريق الوصول اليها ، ونحن اضعف خلق الله على الارض كتل من لحم ودم تمشي عليها ، فلا نبالي بالهوان الذي يواجهنا ليلا ونهارا ، حكام و محكومين لدرجة يتساوى فيها وجودنا من عدمه .
كل الاشياء فقدت قيمتها في اليمن الزمان والمكان والانسان ، وكل شيئا قابلا للبيع فيها بلا ثمن ، وللاسف يباع حاضرها ، و تاريخها معا على مرأى ومسمع العالم ، ومن باع تاريخه و حاضره فلا مستقبل له .
نصلي بقلوب خاوية من الايمان . نقطع الاذان لنحصل على عرضٍ زهيدٍ من الدنيا ، لذلك ندعو و لا يستجاب لنا .
فالهوية غرسة وطنية اصيلة لا تبلى الا بادخال العملاء في حقولها واجراء التعديلات الوراثية على بذرتها الطيبة ولسنوات طويلة حتى نخرتها سوستهم القاتلة .، لذلك لم تات اكلها في كل المواسم الثورية .
فوطن بلا هوية ، وطن بلا وجود . وما التاريخ الا ترف و مادة للاستهلاك ، و الذكريات .
اضف تعليقك على المقال