ارسال بالايميل :
7224
الكاتب : عبدالناصر بن حماد العوذلي
الحوثيون لايفاوضون على الشمال فهم يعتبرونه كاملا في قبضتهم الا مديريتين في مأرب ومثلها في تعز وهم على أمل ان يحظوا بالسيطرة عليهما سلما .
لكنهم يفاوضون على الجنوب وعلى صادرات الجنوب وهنا تجدر الإشارة الى مقولة قالها احمد عوض بن مبارك عندما ذهب إلى صعدة بمعية مبعوث الامين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في 2014 .
قال تحدثنا مع عبدالملك الحوثي عن الشمال الذي أصبح في أيديهم قال وتحدثنا عن القضية الجنوبية قال لهم الشمال حقنا والجنوب سنقاتل عليه حتى آخر جندي ..
وهنا تتضح لنا أطماع الإمامة فهو لايختلف عن أسلافه الذين عاشوا حياتهم في حروب وقتل لكل مقومات الحياة في اليمن .
الحوثي الذي يرى أنه صاحب الحق الإلهي والإرث النبوي ومن له الولاية الآن يفاوض على القرار السياسي في صنعاء بل على الموارد ومصادر الدخل في عدن وشبوة وحضرموت ولذلك اوقف على الشرعية تصدير النفط والغاز من هذه المحافظات لأنه لايأتيه شيء من ريع هذا القطاع ولذلك عمد على إيقافه .
الحرب حاليا إقتصادية وسيكون الملف الإقتصادي الأكثر تعقيدا فالحوثي لن يقبل بأقل من النصف من كل الصادرات وهنا سيبرز الإنتقالي الذي أيضا يعتبر نفسه وصيا على مقدرات الجنوب والشرعية المعترف بها دوليا وفي هذا الخضم .
هل سنشهد في خارطة الطريق ثلاثية الطائف مرة أخرى وهل ستقسم السلطة والثروات على ثلاثة ؟
و هل سيرتسم السيناريو اللبناني في الأفق اليمني
هناك تساؤلات عديدة اعتقد أن الأيام القادمة ستكشف لنا أن حرب عشر سنين كانت عبثا ولم ينتج عنها إلا تدمير ماضي وحاضر ومستقبل اليمن وأنها أعادت اليمن الى القرن الثامن عشر .
سنرى مصالح الإقليم وهي تمر بإرادتنا أو بغير إرادتنا وستظهر استخلاصات الحرب وفوائدها للرعاة الإقليميين والدوليين .
وسيعود اليمنيين لكي يضمدوا جراحهم ويرفعون مخلافات الحرب وستبقى الأمهات الثكلى تنتظر من ليس في عودته أمل وسيبقى ذلك الأب المكلوم يمسح دمعاته االمسكوبة على خدين شققتهما أدخنة ورياح الحرب .
24 يوليو 2024
اضف تعليقك على المقال