ارسال بالايميل :
4629
يصيغها : شعيب الأحمدي
فخامة الرئيس
السادة النواب
قيادة وأفراد حماية الموكب الرئاسي
مدير مكتب النظافة في محافظة مأرب
السادة جميعًا كلِّ باسمه وصفته
حللتم أهلًا ووطئتم سهلًا، في مقلع الثورة السبئية، وأساس الجمهورية اليمنية في منطلق الحرية الأول مأرب
وبعد
سيادة الرئيس:
هذا الولد ابن البدايات الحزينة والنهايات المقهورة، ابن خطيئة الأحلام والآمال، ابن الحرب والقذائف والصواريخ، ابن النزوح والتشرد والخيبات، ابن الشوارع المدمرة والشمس الحارقة والرياح العاصفة، ابن قنينة الماء الباردة في منتصف الشارع.
سيدي الرئيس:
ولد هذا الطفل من رحم الحرب، التي أحرقت كل شيء جميل في اليمن؛ وشاهد الحياة من أول وهلة فتحت عينيه بهذا البؤس والدمار، لعب مع أطفال مبتورة أقدامهم، صحا ونام على أصوات المدافع، رقص على صدر الصحراء الملغومة بالموت، عرف أنه يمني ولد من الدمار وإلى الدمار وما عليه إلا الصبر والسلوان.
سيدي الرئيس:
هذا الطفل بلا وطن ولا أمان، ترعرع في مخيمات النزوح على قوت المنظمات، عاش وتسكع على رصيف لا يقيه من المطر ولا من البرد ولا من حرارة الشمس، ولا من عواصف التراب التي تعصف بكل رمال الصحراء وتغطي جمال هذه المدينة؛ التي نعيش فيها بكرامتنا وحريتنا بفضل الله ودماء الشهداء والجرحى وعيون الجنود الساهرة في الجبال والشوارع، وجهودكم السياسيّة!
السادة جميعًا:
سيعيش هذا الطفل بذاكرة حزينة ماضيه وحاضره ومستقبله الحرب، سيكبر قبل عمره المتحسر على وطن مفقود في هذا الشارع الذي لم يحقق حلمه في بيع الماء.
السادة المشاركين:
بمواكبكم الكبيرة، بخطاباتكم الرزينة، بعملكم من مدينة إلى أخرى، بحرصكم الشديد على راحة الشعب! بآمالكم في تحرير البلاد، بأمانكم في التحرك، بنفوذكم السياسيّة والعسكرية، هذا الطفل بائع الماء في ذمتكم! في اليوم الماضي لم يبِع الماء، لم يجد ما يسد جوعه، ارتشف العرق والدموع، بعد رفع كرتونه إلى المجهول، من وسط الشارع!
سيادة الرئيس:
تكرمًا منكم وتخفيفًا على عاتقكم، أعيدوا لهذا الطفل أحلامه وآماله ومستقبله في كرتون الماء.
اضف تعليقك على المقال