ارسال بالايميل :
5683
الكاتب ؛ عمر الحار
تبحث اليمن عن الفرار من جحيم الحرب ، التي تعيشها من تسع سنوات خلت ، بعدما القت بها القوى الدولية بلا رحمة في لهيبها وتخلت ، لتحرق الحكام والشعب معا ، قاضية على البقية الباقية من الحكمة اليمنية الشهيرة ، التي ذبحت من الوريد الى الوريد على محراب ثورة التغيير وعلى مرأى ومسمع من مسلتها الاشهر الواقعة امام جامعة صنعاء ، لغرض في نفس يعقوب يحتاج لاطنان من التفكير ، والتفسير الممنهج لنهتدي الى اسراره ، فكل رمزا من رموز التاريخ او الحضارة يجري توظيفه في المتغيرات الكبرى لخدمة اهدافها الخفية التي لا تظهر الا بعد حين ، ربما سنين طول ، وفقا والعمر الافتراضي لها .
ودخلت اليمن في الحرب على خلفية دينية صرفة ، ولا يمكن تخرج منها الا بتحقيق اهدافها ، ولو استغرق الامر وقتا اطول على فرضيات مدة نهايتها ، وان ظل الشغل السياسي المكشوف لها يدور على تباينات وجهات نظر قواها و عواصمها ، و رؤيتهم الخاصة للحرب ، وكيفية وصول كل الاطراف الى مبتغاهم منها ، من قبيل تعز تفكر في عدن ، وعدن تفكر في حضرموت ، وصنعاء تفكر في الجميع ، دونما قدرتهم على ملامسة ابعادها الخفية حتى الان ، لارتباطها الوثيق بصيرورة التوجهات الدولية وفلسفة قادتها بضرورة التخلص من قوة ونفوذ الدولة السنية في المشرق العربي ، وتقليم اظافر مخالب جوارحها باستدراجها بعقلانية خارقة الى مصائد الموت في المناطق الواقعة خارج اطار الهضبة التي حسمت امرها المذهبي مبكرا ، لتلعب اليوم دور عرابة الازمة برمتها .
وتوحي حجم التداولات الالكترونية الكبيرة الليلة لمجموعة من المقترحات التي شملتها ماسماه المصدر بخارطة الطريق للازمة اليمنية ، مدى الضيق والكبت التي تعيشها اليمن الغارقة في جحيم الازمة الماضية لاكتمال عشريتها السوداء الاولى بتعبير جزائري خالد ، وتبحث عن الفرار منها باية طريقة كانت ، راضية مرضية بالبقاء على قيد الحياة متخلية عن طموحاتها النارية و فنتازيا النفس الامارة بالسوء بعد ان شبعت موتا و جوعا و مرضا وغرقا في قعرها .
وعادة ما تطلق خلية ادارة الازمة مثل هذه الاشارات الاعلامية و المنافذ الفكرية و الخطابية من جدار ضبابية الازمة حتى لايقضي اليأس على الجميع منها ، وتجدد آمالهم بامكانية حلولها الحتمية في نهاية المطاف ، وان استهلكت مزيدا من الوقت و الارواح و الاعمار .
اضف تعليقك على المقال