ارسال بالايميل :
5035
الكاتب : شعيب الأحمدي
تعز العاصمة الثقافية اليمنية، هكذا عرفتها منذ الصغر في كتاب الجغرافية والتاريخ أيضًا اللغة العربية للصفوف الإعدادية وحتى الثانوية وما بعدها، عرفتُ تعز كمدينة حاصرها الماضي بتخصصات تربوية وطبية وربما هندسية، معدومة التخصصات الإنسانيّة والاجتماعية والثقافية، إلا أنه كان يولد من سرابها المظلم العلم نورًا، من أصلابها المعقودة التميز رمزًا، من ترائب العُقم يكتب لتعز التاريخ نضالًا وثورةً وعزة.
بعد بركان الشباب السلمي الذي أعاد لها مجدها الديموقراطي وكان عوضًا عن الماضي في إعادة فتح التخصصات الإنسانيّة والاجتماعية، كالإعلام والعلوم السياسيّة وعلم الاجتماع وعلم النفس، أنتجت تعز إعلامين وسياسين يشار لهم بالبنان في إسناد القضيّة اليمنية التي تواجه اليوم أشدّ عدو لدود يأكلها كما تأكل النار الحطب.
إجهاض الثقافة
رغم أن تعز حصدت في العامين الآخرين على المراكز الأولى في العديد من المجالات العلمية والثقافية وحصدت جامعتها الأم مركزها الأول بين العديد من الجامعات، كل هذه الجهود التي ترفع مجد اليمن الكبير إلى عنان السماء، هو إصرار تعز وأبنائها على تحدي حصار الماضي والحاضر وربما المستقبل إذا لم يكن الآن وقت تغير منهجية التعليم التي أصبحت مرثة عديمة الفائدة حياتيًا وعلميًا وثقافيا، وكما يقال أصبحت معلوماتية المناهج على قبرها وابل.
إجهاض الثقافة في تعز على بيئة ليس بينها وبين الثقافة أية صلة هي حصار من نوع آخر، يجب تدارك هذه المشكلة قبل أوان التفاقم المعضل، في تعز الشعراء والرواء والقصاصين والمفكرين، إلا أن مطرقة الحصار الداخلي والخارجي جعلتهم في دهاليز الإهمال بلا أعين تراقبها وأضواء تُنير طريقها. ما يتطلب هو إعادة الثقافة بما يواكب العصر من معنى وحياة علمية وثقافية ذاتية، ترك الشهرة الزائفة التي تجوب في الآفاق باسم الثقافة.
منهجية الثقافة
المخيف بأنها رُسمت منهجية الثقافة في تعز على الأكثر شهرة ورواجًا على التواصل الاجتماعي، هذا أحد أكبر الأوهام معياريًا في قياس التأثير العام كما يدعو العاملون في الحقل ذاته. تعز بحاجة إلى إعادة النظر في الحياة الثقافية هذا المصطلح الممتد إلى كل جذور العصور السابقة.
المنهجية الثقافية تقاس في البحث والتقصي والمعارف للفرضيات والنظريات والتحاليل على براهين ودلائل علمية بعدها التجارب والتعديل والتطوير ثم الإخراج لساحة المعارف، في الثقافة الإنسانيّة والأدبية يجب أن تكون على منهجية القراءة والكتابة المتطورة المعنية في تعديل السلوك لا المنسوخة والملصوقة ثم النقد البناء.
من مهمات الثقافة "ارتقاء المثل الإنسانيّ" وتنمية البشر في كل النواحي الفكريّة والروحية والجمالية، ويعد من أهمّ مهمات الثقافة تغير السلوك الإنسانيّ وجعله سلوكًا فطريًا خالصًا لمبادئ السلام والتعايش والحب والحياة لكل الطبقات بلا عنصرية عصبوية.
#شعيب_الأحمدي
اضف تعليقك على المقال