حنان الريفي
كبرت وكبر العديد من أبناء جيلي ومن هما اصغر سناً مني ….. دخلنا السياسة منذ نعومة أظافرنا ….. تدرجنا بالشُعب والمراكز التنظيمية حتي أتي يوم وقلنا كفي ….. لا نريد وبدأنا نتراجع عن تلك المهمات التي توكل لنا …. ليس لأننا غير جديرين بها ولكن لان الإحباط بدأ يسري في عروقنا …. بين الوقت والأخر نقف مع أنفسنا وقفة عِز لنقيم ما حصلنا عليه من مناصب تنظيمية … مع شديد الاسف لا شي يُذكر .
كان طموحي وطموح العديد منا كشباب في أوج أعمارهم أننحصل علي مرتبة تنظيمية تليق بالكم الكبير من الفعاليات و المشاركات التي كنا أول الموجودين بها لنصطدم بجدار “لا للصغار سياسيا ً”.لم يعطونا الفرصة لكي نصل أو حتي نحاول الوصول …. حالة من الإحباط وعدم الرضا بدأت تصيب الشباب الفلسطيني …. بدأطموحهم في الوصول إلي دوائر صنع القرار في الأحزاب السياسية يَفتر …. فقد سئم الشبابعدم ثقة قيادات الحركات السياسية بقدراتهم وامكاناتهم للانخراط الفاعل فى هذه الحركات …. فهل من مراجعة لمواقفهم تجاه الشباب … وهل من استخلاص عبر لوجهات نظرهم حول الشباب؟؟؟؟!!!!
بلا شك فان قدرة الشباب علي الاندماج في عمليةالإصلاحالسياسي كبيرة ومهمة فالشباب يشكلون ثروة وطاقة بشريةلنا هنا فى فلسطين، والشباب يؤمنون بقدراتهم في المساهمةبالزحف الواعى نحو مستقبل فلسطينى زاھر اقتصاديا ومستقر، والشباب يمتلكون الكثير من الطموح السياسى،والشباب يمتلكون طاقات كبيرة تؤهلهم لمواجهة كافة التحديات والعقبات والازمات والمشكلات، والشباب يسعون دائما الى المساهمة فى احداث التغيير الايجابى، وهم لا يزالون يطمحون بقدرتهم على تحقيق ذلك يوماً ما، فطوبي طوبى طوبى لمن جمع بين همة الشباب وحكمة الشيوخ …. فهل من مجيب؟؟؟؟!!!
ورغم حلم الشباب الفلسطيني فى مشاركة فاعلة فى الحياة السياسية وصولا إلي دوائر صنع القرار السياسي و رأس الهرم السياسي بما يمكنهم من اخذ ادوارهم الحقيقية فى صناعة التغيير الايجابى للمجتمع الفلسطينى و المساهمة فى تحقيق التطور والتقدم والتنمية المستدامة المنشودة لمجتمعنا الفلسطينى، الا ان الشباب الفلسطينى يصطدم بمشاكل حقيقية تحد من تحقيق احلامهم وامالهم وطموحاتهم واهتماماتهم فى ظل غياب ادنى حقوقهم السياسية والتنظيمية، و عدم وجود فرص حقيقية امامهم للانخراط فى العمل السياسى، فالكبار فى الحركات السياسية هم من يحمل الكثير من المهام التنظيمية، وهم من يتحمل مسئوليات العمل السياسى، وهم لا يزالون لا يثقون بقدرات وطاقات وامكانات الشباب، وهم لا يزالون غير مقتعين بقدرات الشباب للانخراط فى العمل السياسى ؟؟؟؟!!! .
وعليه ليس مستغربا أن يرى الشباب ان سنوات عمرهم تضيع تنظيمياً، و ليس مستغربا ان يعزف أو حتى يعتزل الشباب المشاركة فى الحياة السياسية، اذ لا افق حقيقى أمامهم للانخراط فى العمل السياسى، ولا امكانيات متاحة امامهم للوصول الى المواقع التى يستحقونها بما يتناسب وقدراتهم وطاقاتهم وامكاناتهم فى الحركات السياسية من خلال الانتخابات الداخلية او غيرها،
كواحدة من هؤلاء الشباب الذين يؤمنون بأن الحقوق لا تقدم على طبق من فضة … فالوصول للحقوق والاستحقاقات التنظيمية يحتاج الى الجهد والعمل والسعى الدؤوب …. يحتاج الى مبادرات واعية فاهمة مسئولة قادرة على تصويب الثقافة السائدة فيما يخص مشاركة الشباب سياسيا وصولا الى مفاهيم ايجابية تحترم قدرات وطاقات وامكانات الشباب بما يلبى طموحاتهم لمشاركة فاعلة مسئولة فى الحياة السياسية، وتمثيل مناسب فى دوائر صناعة القرار.
اضف تعليقك على المقال