ارسال بالايميل :
7369
الكاتب : عبد السلام الدباء
منذ نشأة إسرائيل كدولة في عام 1948، تنصلت دائما عن الاتفاقيات والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية، وأظهرت عدم إيمانها بحل الدولتين، وبدلا من ذلك، تسعى إلى تحقيق طموحاتها المزعومة في إقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل.
ومن خلال هذا الموقف، لا شك بأن الصراع لن ينتهي بل سيظل مستمرا ولن يكون هناك استقرار أو سلام في الشرق الأوسط، حتى وأن تم العمل بما يسمى حل الدولتين والذي يطالب به المجتمع الدولي ويراه أساسا يمكن أن تبنى عليه عملية السلام في الشرق الاوسط، غير أن إسرائيل لا تؤمن به، وترى انه ليس الحل الذي يرضي طموحاتها وأطماعها في المنطقة.
ومع ذلك، يجب أن نتساءل عما إذا كان حل الدولتين فعلا هو الحل الذي يضمن السلام والعدالة في المنطقة، والإجابة بلا شك تقول: لا ! .. لأن حل الدولتين فيه مكافأة للمحتل على حساب اصحاب الأرض الحقيقيين، كما أنه لن ينهي الصراع في المنطقة اويجلب لها السلام، بل إن الصراع سوف يستمر ما دام هناك احتلال غير شرعي ومقاومة مشروعة ترفضه.
إذا ما هو الحل؟ بلا أدنى شك فإن الحل العادل والشامل الذي يجلب الآمن والسلام الى منطقة الشرق الأوسط هو حل العودتين، والذي يقتضي اولاً عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه المحتلة، وثانيا عودة المستوطنين اليهود والصهاينة إلى بلدانهم الأصلية التي قدموا منها، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بشكل كامل.
وبهذا فقط يمكن أن يتحقق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، لأنه الحل الذي يحقق العدالة للشعب الفلسطيني ويرفع عنه الظلم الذي تعرض له بسبب الطرد والتهجير القسري واعمال الابادة الجماعية التي تجري علية الى الوقت الراهن، كما أن هذا الحل سوف ينهي معظم اسباب الصراع ويحقق الاستقرار بالمنطقة، ويجلب السلام الذي يتطلع إليه الجميع.
وفي الواقع فان هذا الحل لن يكون أمرا سهلا وأنه سوف يواجه تحديات كبيرة وصعوبات في التنفيذ، لكن ما دامت إسرائيل لا تقبل بحل الدولتين، بكل ما فيه من ظلم وإجحاف بحق أصحاب الأرض، فإن المنطق يقتضي أن يرفع الفلسطينيون سقف المطالب إلى حل العودتين..
وقديما قيل خوفه بالموت يرضى بالحمى..
________
* مستشار وزارة الشباب والرياضة .
اضف تعليقك على المقال