ارسال بالايميل :
1653
الكاتب : عمر الحار
لماذا الاستخفاف بحضرموت ؟
سؤال في محله ، و يختصر توصيف مشهد الأحداث و الصخب لما يجري على ارضها . دونما اعتبار لثقلها الحضاري والتاريخي ، وطبيعة ونوعية تواجدها الخفي في سياق إطار الازمات التي مرت بها اليمن شمالا وجنوبا . وسط تعمد تكرار محاولات انتهاك خصوصيتها المعروفة و المحترمة من قبل الجميع بغض النظر عما يدور من وراء الكواليس . ولا اعتقد بان حضرموت كسرت قشرت حياها في هذه المرحلة لتخرج من ثناياها بلا عقلٍ ولا عقال وتقبل على نفسها بان تكون رئة اضافية للتنفس من شدة الاختناق بالازمات في صنعاء وعدن ، وتهيئ نفسها بان تكون ساحة بديلة لتصفيات صراعات وحسابات الاخرين فيها ، وهي بيئة غير مناسبة لذلك ، ولا لتنافس المشاريع الخارجية عليها ، وان كانت محل اطماع قوى الداخل والخارج على حد سواء . فقد علمتنا التجارب بان حضرمرت تؤخذ بصمتٍ ، وتغضب بصمت ، وهذا سر خصوصيتها المجهولة من اطراف الازمة في الداخل والخارج ، لاغترابهم جميعا عن دنيا السياسة ، وجهلهم الفظيع بعوالمها .
وهناك ضياع واضح لشخصية حضرموت المعروفة باستقلالية قرارها في مجريات الاحداث الجارية على ترابها بدراية او بدون دراية منها ، لكن استسلامها لكسر ارادتها الجمعية الممزقة اصلا واضح ولا يحتاج لدليل ، بعد التجاذبات الحاصلة مابين قلبها المكلا و عقلها سيئون وبالذات في الاونة الاخيرة ، ومواصلة استهلاك طاقة جسدها و أعضائها الرئيسة بقيام ما لا يحصى من المكونات المفرغة لمركزية قوتها الناعمة التي يخشاها الاخرين ، مما سهل عملية الاستخفاف بها في هذه المرحلة .
و حضرموت ستظل غير عدن المتقبلة بطبيعتها الديموغرافية للعب دور الضحية .
اضف تعليقك على المقال