ارسال بالايميل :
9694
الكاتب : عادل الشجاع
ما إن بدأت قناة الBBC في نشر الفلم الوثائقي عن الاغتيالات التي أدارتها الإمارات في جنوب الوطن ،حتى سارع البعض إلى تصويرنا وكأننا ضحايا والوطن لمؤامرة الإمارات أو أننا ألاعيب في يد حكامها ، ولن أتحدث هنا عن الذين سارعوا للدفاع عن الإمارات وأسقطوا عنها الجريمة ليلصقونها بأنفسهم .
ما أريد أن أقوله ، لماذا نلوم الإمارات على جرائمها في حقنا ، أليس لدينا مجلس قيادة وحكومة وبرلمان وحكام ونخب سياسية وإعلامية وأحزاب ؟ أليس هؤلاء من الواجب عليهم أن يتصدوا لكل من يعبث بالوطن وبشعبه ؟
لماذا نرى من يحكموننا يقدمون أنفسهم بكل إخلاص للخارج ويجعلون من أنفسهم مناديل ورقية تلقى في سلة الزبالة ، ثم نلوم مستخدم هذه المناديل ؟ دلوني على واحد من داخل السلطة يرفض المساس بكرامة وسيادة الشعب والوطن ويرفض الدمار والخراب .
ما كان للإمارات أن تعبث باليمن وتقتل أبناءه وتتغلغل في النسيج السياسي وتتحكم به وتحوله إلى مرتزقة يعملون لصالحها لولم يكن لدى هؤلاء الاستعداد لبيع أنفسهم وبيع الوطن ، هل هناك ذرة شك بأن من يحكمون اليوم باعوا اليمن ؟ صفقات البيع مشهودة وتجريف سكان سقطرى اليمنيين وإحلال إماراتيين وبناء قواعد عسكرية في الجزر المحيطة مشهود .
باختصار لولا عمالة مجلس القيادة والحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية وطابور الإعلاميين الذين يغتالون وعي الناس بالدفاع عن جرائم الإمارات ، لما أقدمت الإمارات على استئجار قتلة من الولايات المتحدة الأمريكية لقتل اليمنيين ، فماذا تتوقعون من الإمارات أن تفعل ، بعد أن أقدمت السلطة المحلية في عدن على تغيير شوارع عدن وميادينها وتسميتها برأس الخيمة وشارع محمد بن زايد ومحمد بن راشد وسلطان القاسمي ودوار الجميرة وشارع عجمان ؟
صحيح أنه لا يمكن تبرئة الإمارات من تلك الجرائم ، لكن بالمقابل ماذا فعل من يحكم باسم اليمن ، سوى تقديم أنفسهم كأدوات والمشاركة في قتل أهلهم وتدمير بلدهم ودفع شعبهم إلى الجحيم ، فهل كانت الإمارات ستنجح في استئجار شركة لاصطياد اليمنيين كالفئران لولا تلك الأدوات الرخيصة التي تعاونت معها ؟
من الصعوبة أن تحدث أحدا عن الكرامة وهو لا يملكها أو تحدثه عن قداسة الوطن وهو مجرد راتب آخر الشهر بالنسبة له .
سوف أتناول اغتيال الوعي الذي مارسته الإمارات من خلال المرتزقة اليمنيين والذي سهل لها ممارسة الاغتيالات الجسدية في مقالة قادمة .
٢٧ يناير ٢٠٢٤
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال