ارسال بالايميل :
3137
الكاتب : عمر الحار
عجزت اثنان وعشرين دولة عربية ، ان تكون مثل جنوب افريقيا ، التي انتزعت في وضح النهار اول حكم قضائي دولي يسجله التاريخ ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي ، نكالا بحق جرائم اباداتها المتواصلة لغزة ، ولا تملك تلك الدولة الافريقية الصغيرة مما تملكه افقر الدول العربية من المقومات ، لكنها كبيرة برجالها الاحرار ، وتتكي على تاريخٍ نضالي خالد ومحفوظ في حياة اجيالها الذين استرخصوا ارواحهم فداءً لنيل حريتهم ، والقضاء على ابشع نظام فصل عنصري عرفه تاريخ البشرية خلال قرن من الزمان .
ولا ادري كيف سينظر العرب الى انفسهم والى صورتهم في التاريخ الكوني المعاصر ، عقب نجاح جنوب افريقيا في تسجيل ثلاثة انتصارات قضائية متتالية لغزة التي تموت كل يوم امام مرأى العرب واسماعهم ، اولها اعداد فريقها القانوني المتمكن ، ثانيها قبول دعواها شكلا ومضمونا ، ثالثها صدور اول حكم قضائي من محكمة العدل الدولية والقاضي بايقاف حكومة الاحتلال لحربها على غزة ، ويكتسب الحكم اهميته التاريخية من دلالاته العدلية التي لاتنتهي ، وهي الضربة القانونية الاولى التي تتلقاها اسرائيل على وجهها وفي تاريخها بغض النظر عن تستجابتها له ، والعرب في سباتهم غارقون ، و يتسابقون في تبادل اخبار المداولات القضائية للمحكمة بدون ان تحرك ساكنا منهم . قالت ثائرة افريقية كتب التاريخ احرف كلماتها القليلة بماء الذهب ، نحن ثرنا من اجل غزة عرفانا بجميل ناصر الذي علمنا ابجدية النضال و الحرية ، ياسيدتي العرب نسوا الحرية . و تناسوا روابطهم القومية . واجباتهم الوطنية . موجباتهم الشرعية . تعاليمهم الدينية . و صلواتهم شكلية لا تلامس جوانبهم الروحية . ياسيدتي العرب نسوا الله فانساهم انفسهم واوطانهم ، واشقاهم بالانظمة الثورية ، وفساد الذرية .
تحية لهذه المرأة و دولتها الافريقية التي تعيد ابجديات النضال للعرب فهل بمقدورهم استيعابها من جديد .
اضف تعليقك على المقال