ارسال بالايميل :
6794
الكاتب : عادل الشجاع
قال لي أحد سكان صنعاء بعد أن سألته عن الفرق ، أن الانفجارات السابقة كانت بالعربي والأخيرة بالانجليزي ، وكلا التحالفين يهدفان إلى تدمير اليمن وتقوية الحوثيين ، حتى وإن زعما بأنهما جاء لأجل اليمن وضرب الحوثيين ، فالأول أطلق على عملياته "عاصفة الأمل "، ولم يصنع سوى الدمار لليمنيين والأملش للحوثيين ، بينما الثاني ، أطلق على نفسه " الازدهار " ، ويقصد ازدهار الحوثيين ، أما اليمن فهي التي تدفع الثمن .
تعالوا لنقرأ تصريحات المسؤلين الأمريكيين والبريطانيين عن هذه الهجمات ومسبباتها ، قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ، إن الأمر لا يتعلق بنزاع محدد وإنما بمبدأ الحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر ، وإلى مثل ذلك ذهب وزير الدفاع الأمريكي ، إن الضربات تهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرات الحوثيين في تعريض البحارة للخطر ، يوافقه الرأي رئيس الوزراء البريطاني ، بأن الهدف هو إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين ، وهذا يعني أن الشعب اليمني غير حاضر ، بل مصالح البلدين .
والسؤال الذي يطرح نفسه : أمريكا ليست في حالة حرب مع الحوثيين ، ولا يوجد بينها وبينهم عداوة ، حتى شعار الموت الذي يرفعونه في وجهها تعتبره من باب الديمقراطية وحرية التعبير ، مع العلم بأنها شجعت على نسف المشروع الديمقراطي في اليمن ، الذي كان قد تجاوز كثيرا من الدول المتقدمة ديمقراطيا ، فقد كان اليمنيون ينتخبون محافظي المحافظات ، في حين أن ذلك لا يوجد حتى في كندا ، فكيف نصدق أن هناك مواجهة حقيقية بينهم .
لم تكن هذه الضربات ، سوى عملية تجميلية للوجه البشع للحوثيين ، ولإضفاء الشرعية عليهم ، فكيف تذهب إلى مجلس الأمن لتستصدر قرارا بحق جماعة انقلابية وتعاملها وكأنها الدولة ، فهذه سابقة خطيرة من قبل المجلس لشرعنة جماعة خارج الدولة ؟!
نحن لسنا مع الضربات ، لأنها تنتهك سيادة اليمن ووحدة أراضيه ، فالولايات المتحدة الأمريكية ، تريد أن تقدم الحوثيين على أنهم القوة الوحيدة التي اتخذت إجراءات لمساعدة الفلسطينيين ، بينما ما قام به الحوثيون ليس سوى شرعنة الوجود الأمريكي في البحر الأحمر ، لأن ضرب السفن التجارية لا يؤثر على إسرائيل وإنما يؤثر على المستهلك حول العالم بما في ذلك المواطن اليمني الذي سيدفع زيادة الكلفة على الشحن ، بينما القواعد العسكرية الإسرائيلية تتواجد في جزيرة دهلك الإيرتيرية وجزيرة ميون اليمنية ، فلماذا لا يتم استهدافها ؟!
والمضحك في الأمر أن الحوثيين يشترطون لوقف هجماتهم على السفن وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ، في الوقت الذي يشددون الحصار على تعز ويرفضون وقف إطلاق النار ، وبإمكانهم استهداف القوات الأمريكية التي تتواجد على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية ، إن كانوا حقا يناصبون أمريكا العداء .
خلاصة القول ، إن أمريكا وبريطانيا ومن خلال تصريحات مسؤلين في الحكومتين ، لا تهدفا إلى إسقاط الحوثيين ولا إلى تحرير الشعب اليمني منهم ، وإنما مطالبتهم بوقف استهداف السفن التجارية ، مع العلم بأن الحوثيين أعلنوا أنهم يستهدفون السفن الذاهبة إلى إسرائيل فقط ، فلماذا تكفلت أمريكا وبريطانيا بالدفاع عن السفن ولم تسعيا إلى الضغط على إسرائيل لوقف مجازرها بحق الفلسطينيين ، مثلما أوقفتا سقوط الحوثي في الحديدة بحجة استمرار وصول المساعدات الإنسانية لليمنيين ؟ هذا يؤكد أن كل الذي يجري هو شرعنة للآخر ، فالحوثي شرعن لأمريكا حضورها في البحر الأحمر وأمريكا شرعنت للحوثي بقرار مجلس الأمن ، ويظل التافهون ممن اختطفوا الشرعية ومكثوا في الرياض وأبو ظبي السبب الرئيسي لما يحدث في اليمن .
١٣ يناير ٢٠٢٤
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال