ارسال بالايميل :
9127
الكاتب : عادل الشجاع
إذا فتشنا في صفحات التاريخ وأحداثه ، فسنجد في طياتها ما يثبت أن أفرادا أو جماعات صغيرة خانت وطنها وتواطأت مع المحتل ، لكن أن ترى شعبا بكامله يمجد ويبجل ويقدس المحتل كما هو حال الشعب اليمني .
شعب سلم سلطته للخونة وترك سلاحه بيد المليشيات ومنح الإعلام للمنافقين والتافهين ، لا يوجد شعب يكره وطنه ويكره أبناء وطنه ويتعاون مع المحتل بإخلاص ، سوى الشعب اليمني .
النخب باعت نفسها بالريال والدرهم وعاثت فسادا وخرابا ، تتحدث عن الوطنية والشرف وهي تستخدم كممسحة لحذاء المحتل ولم تعد قادرة على الانتصاب من كثرة الانحناء أمام السيد ، البعض باع نفسه لإيران والبعض باع نفسه للسعودية والإمارات وهناك من يسبح بحمد قطر على استحياء .
فما أكثر الساقطين والتافهين في بلادنا ،فلا مجلس نواب قام بدوره ولا مجلس الشعب ولا الأحزاب السياسية ولا النخب الثقافية ،فتربع على رأس الشعب الحوثي والمليشيات الأخرى ، فاكتشفنا بأن الوطن ليس ذلك الذي تتحدث عنه هذه المليشيات .
فالوطن الذي يريده عبد الملك الحوثي ورشاد العليمي وبقية أعضاء مجلسه ليس هو الوطن الذي ننشده ولا يشبه ذلك الوطن الذي فهمه المقاتلون من الطرفين وقدموا أرواحهم ودماءهم لأجله .
الوطن بالنسبة لهؤلاء هو ذلك الذي يبقي عليهم في كراسيهم ، يتحدثون عن وطن لا يشبه الوطن الذي قرأنا عنه ويتحدثون عن مواطن ليس نحن ،ينعمون بخيرات الوطن ونحن ننعم بمأساته ، أصبحنا لا نسمع عن الوطن إلا اسمه من شاشات التلفزيون وهي تحصي القتلى والجرحى ويتسابق العملاء على كيل المديح لقادة دول غير اليمن .
لم يتبق لنا من الوطن سوى الجوازات التي نحملها ولا تحملنا ، تعلمنا أن حب الوطن من الإيمان ، حاولنا تعميق إيماننا بهذا الوطن ، فحكموا علينا بالردة والكفر والترحيل ، فالوطن الذي نعرفه لا يشبه الوطن الذي يعرفه بن دغر والبركاني ، ولا الذي عرفه اليدومي والآنسي ، فهؤلاء كفروا بالتعددية السياسية وآمنوا بالتعددية المالية .
١٠ يناير ٢٠٢٣
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال