ارسال بالايميل :
1093
الكاتب : عمر الحار
اصبح ابناء المستعمرات الآسيوية حكاما لبريطانيا العظمى التي حكمت بلدانهم لقرون ، وعملت على تجزئتها ، وتخلفها ، واستغلالها اسوأ استغلال ، ونهضت من ماضيها الاستعماري عملاقة علمية واقتصادية قوية ، بعدما نفضت غبار الذل والتبعية العمياء للاستعمار وحققت بمعنى الكلمة تحررها الفعلي منه ، لتنطلق في تأسيس اركان دولها القومية على ترابها الوطني بالافعال والاقوال معا ، وتمكنت في مسيرات استقلالها خلال سبعة عقود فقط من تحقيق طموحاتها الوطنية في كل مجال معتمدة على عقول وسواعد ابنائها الاحرار ، وبفارق زمني زهيد عن تحرير جنوب اليمن يصل على وجه التحديد الى ثمانية عشر عاما عن افول الامبراطورية التي لا يغيب عنها الشمس عن شبه القارة الهندية ، وما ادراك ماهذه القارة البشرية والجغرافية المارد التكنولوجي الذي تجاوز معقل الامبراطورية واصبح اليوم ابنائها حكاما لها ، و بصف قيادي واحد ، رئيس وزراء ، والاستيثار بحقائب الوزارات السيادية البريطانية الاخرى اضافة الى سفيرة بريطانيا في اليمن من جزئها الباكستاني العظيم .
ونحن في جنوب اليمن لم نزل في سباق محموم مع الزمن لتقديم فروض الطاعة والولاء لتاج البريطاني الذي تشظى على رؤوس الامبرطورية منذ القرن الرابع عشر ، و تطايرت الانباء لساعة الان باخبار مجلس العموم البريطاني لجنوب اليمن ، وغدا سيتم الاعلان عن تشكيل مجلس اللوردات له لكي تتكون الجمعية الوطنية لمجلسهم المؤقر من غرفتي مجلس العموم واللوردات على الطريقة بريطانيا العظمى . والملاحظ ان المجلس الانتقالي كلما وقع في ازمة سياسية جديدة سعى بسرعة الريح لاختلاف حدث ما لكي يلفت الانظار عنها لا اقل ولا اكثر ، واخر تقليعاته التي لاتعد ولا تحصى الخروج اليوم بالاعلان عن تشكيل مجلس العموم بعدما جرى تجاهله التام في الاعلان الاممي الاخير بشان خارطة الطريق للازمة اليمنية ، و هو على استعداد لاعلان مجلس اللوردات حال تجاهله في المباحثات الوطنية القادمة ، ليقيم كافة تشكيلاته التنظيمية على الطريقة البريطانية تأكيدا لتبعيته العمياء لها .
اضف تعليقك على المقال