ارسال بالايميل :
501
الكاتب : عادل الشجاع*
طالب المعتصمون في مطارح العرقين بتغيير سياسي جذري ، وليس إصلاحات تجميلية ، يكون المواطن هو كبش الفداء ، وتساءل المعتصمون ، كيف تطالب الحكومة بإصلاحات ومواجهة الفساد وهي أساس الفساد وسبب الأزمات ، فكيف تطالب المواطن بتقبل الزيادة السعرية وتعتبر ذلك جزءا من معالجة الفساد ، في الوقت الذي تنفق مئات الملايين من الدولارات على بعثات دبلوماسية تفوق بعثات الولايات المتحدة الأمريكية والصين ولم تقدم لليمن واليمنيين شيئا ؟!
قال لي أحد المصادر ، إن الإصلاحات التي تتحدث عنها الحكومة ومجلس القيادة نحن جميعا نرغب بها وأن تذهب الأموال إلى الشعب ، وبقدر ما تعتبر الإصلاحات مهمة للنهوض الاقتصادي ، فإن مساءلة الحكومة تقتضي أهمية أكبر ، والشعب اليمني لم يعد يثق بهذه الحكومة التي كان فسادها هو السبب الأكبر للأزمة الاقتصادية والسياسية .
وتساءل هذا المصدر قائلا ، كيف تعتبر الحكومة بيع البترول للمواطن بسعر رمزي فسادا ، بينما تعتبر بيع القطاعات النفطية وبيع البترول في باطن الأرض وبكلفة زهيدة إصلاحا ، وكيف نضمن أن هذه الزيادة ستذهب لصالح الشعب وليس إلى جيوب الفاسدين ؟
ولست بحاجة للقول ، إن انعدام الخطة للحكومة في معالجة الأزمة وإصرار رئيسها على رفض تحمل المسؤلية عن الكارثة المستمرة بحق الشعب ، يعد سببا رئيسيا للانهيارات المتتالية ، ومازالت هذه الحكومة تصر على نفس آليات التفكير والعمل ، وتريد تحميل الشعب كلفة الخسارة التي كانت هي سببها والتي تمثلت بسرقة الودائع المقدمة من السعودية وبيع الثروات والتفريط بالسيادة الوطنية .
لقد كانت قبائل مأرب في المطارح أكثر تقدما من الأحزاب السياسية وكانت حريصة على المصلحة الوطنية وطالبت بالآتي :
١. تأجيل الجرعة والمضي في تجفيف منابع الفساد .
٢. مطالبة الحكومة بالإفصاح عن ميزانياتها السابقة وكيف تم صرفها وتكليف شركة تدقيق دولية لهذا الغرض .
٣. إلغاء البعثات الدبلوماسية والاكتفاء ببعضها وفي الحدود الدنيا وفق ما تقتضيه المصلحة العامة لليمن .
٤. إلغاء كل العقود والاتفاقات التي أبرمتها الحكومة خارج الدستور والقانون والتي تمثلت في بيع الثروات الوطنية وإهدارها .
ويعتبر المعتصمون في المطارح الإصلاحات ومحاربة الفساد حقوقا أساسية يجب أن تتم من أجل ضمان عيش كريم للمواطن وهذا هو حال الحكومات التي تحترم شعوبها ، أما ما تقوم به حكومتنا فهو الفساد بعينه والسرقة المقننة ، وما يفرق بينهم وبين اللصوص ، أن اللص يأتي في جنح الظلام وبملابس رثة ، بينما لص الحكومة يأتي في وضح النهار وببدلة أنيقة ثمنها يساوي خمسين برميل بترول !!.
*من صفحة الكاتب
اضف تعليقك على المقال