ارسال بالايميل :
1763
الكاتب : عادل الشجاع
قبل أربعة أيام كان الشاب اليمني فؤاد البشاري يطلق نداء من أحد شوارع الطائف في المملكة العربية السعودية يناشد وزارة الخارجية للتدخل لإطلاق سراح أخوه محمد الذي تعتقله مليشيات الحوثي بتهمة العمالة مع السعودية وحكمت عليه بالإعدام ، من عجائب الزمن أن يعتقل أحد الإخوة من قبل الأمن السعودي بتهمة التخابر مع الحوثي ويتهم الأخ الآخر بالتخابر مع السعودية ،بينما السعودية والحوثي يتحاوران ويتبادلان الأحضان والقبل .
وقع المواطن اليمني ضحية هذه الحرب وتعرض للسجن والقمع والتشريد والتهجير والإخفاء القسري ،الحوثي لديه سجونه ومعتقلاته الخاصة والمجلس الانتقالي لديه سجونه ومعتقلاته الخاصة والإصلاح لديه سجونه الخاصة وطارق صالح لديه سجون خاصة والسعودية والإمارات لديهما سجونهما الخاصة وجميعهم يمارسون انتهاكات خطيرة للقانون الدولي والإنساني وللشريعة الإسلامية والعرف ، هناك عشرات الآلاف من اليمنيين يقبعون بسجون الأطراف المختلفة .
وصلتني مناشدة من أسرة الحرة أسماء ماطر العميسي المعتقلة لدى الحوثيين منذ ٢٠١٦ بتهمة التعامل مع الإماراتيين وهي تعاني حاليا من داء السرطان وممنوعة حتى من العلاج ،أي أرواح شريرة هؤلاء الذين يزعمون أنهم ينتصرون لأبناء غزة وهم يسومون حرائر اليمن ورجالاتها الذل والمهانة ،ولا أحد يحاسبهم على ذلك ،حتى القبيلة ماتت النخوة لديها ، كيف لآل العميسي أن يسكتوا عن امرأة عميسية تقبع في السجن كل هذه السنين ولا تحرك ساكنا ؟
جميع المليشيات مارست وتمارس الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والحكم بالإعدام خارج القانون ، لأن القضاء أصبح عاجزا عن محاسبة مرتكبي هذه الجرائم ، وأصبح أداة من أدوات هذه المليشيات التي تحاول إرهاب الخصوم وإخضاع المواطنين لنفوذها .
بعد كل هذه السنوات مازالت جميع المليشيات تحظى بأتباع ومناصرين يمكنوها من البقاء ولم يدرك هؤلاء الأتباع بأنهم عبارة عن حطب لحرب متعددة الأطراف يساعدون على بقائها مشتعلة ويساعدون على اجتذاب قوى خارجية جميعهم أعداء ليس فيهم صديق واحد ونجد أن السعودية والإمارات ملتزمتا ببناء الحوثي أكثر من التزامهما بهزيمته .
لقد سعى التحالف منذ وقت مبكر إلى سحق الشرعية ومؤسساتها واستخدم الرئيس هادي كذريعة للحرب ، ثم تخلص منه بطريقة مهينة وجاء بمجموعة من الساقطين وطنيا ليملأ الفراغ مؤقتا وقد حان الخلاص منهم ، فبمجرد الاتفاق مع الحوثي لن يكون هناك مكان للعليمي ، لأن المرحلة تحتاج إلى نموذج أخر يتناسب وطبيعة المرحلة القادمة من الحرب .
كنت قد كتبت قبل أكثر من ثلاث سنوات بأن المخطط يسعى إلى السيطرة على كامل الشواطئ والجزر اليمنية وسيتركوننا نتقاتل في السهول والجبال ، وها أنتم ترون بأم أعينكم ما يجري من مسرحية هزلية في البحر الأحمر ، الحوثيون يريدون فك الحصار عن إخواننا في غزة وهم يحاصرون تعز ويغلقون مداخلها ومخارجها في وجه أبنائها ، هل هناك تغييب للعقل والوعي أكثر من هذا ؟!
١٦ ديسمبر ٢٠٢٣
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال