ارسال بالايميل :
9890
الكاتب : عمر الحار
تحتل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكل من المملكة العربية السعودية ، والامارات العربية المتحدة ، اهمية خاصة وكبيرة على اكثر من صعيد كونها تتزامن مع ذكرى مرور ستين يوما على عملية طوفان الاقصى ، وما احدثته من متغيرات دراماتيكية في المواقف والسياسة الدولية والاقليمية والعربية ، وعملت على خلط الاوراق والحسابات داخل كل دول المنطقة والعالم بما فيها امريكا وحلف الناتو الداعم لدولة الاحتلال ، لدرجة شعورهم بوزر المشاركة بصورة مباشرة او غير مباشرة في الحرب والانغماس في جرائم ابادة غزة خصوصا عقب تغيير الموازين في الرأي العام الدولي وانحيازه بوضوح الى جانب غزة الضحية والمنكوبة بجرائم الاحتلال .
والزيارة على اهميتها التاريخية لكل من الرياض وابوظبي تمثل حصاد سياسيا لعام كامل بالنسبة لقادة الدول الثلاث ، وفاتحة جديدة لحاضر ومستقبل التعاون بينهم ، ان لم تمثل متنفس جديد لقطبي التحالف والسياسة على المستوى العربي و الخليج عقب اختناقهما بغبار المتغيرات الدولية من قضية الحرب على غزة في ظل رتابة موقفهما الثنائي منها اي الرياض وابوظبي ، والممكن احتسابه بمنظور فقه السياسة العربي مكرها اخاك لا بطل ، لاحكام سيطرة الويلات المتحدة عليهما و عدم قدرتهما التمرد او المناورة عليها مما اضعف دورهما المنتظر والمرتقب في الدفع القوي باتجاه ايقاف الحرب على غزة ، ووقوفهما في موقف لا يحسدان عليه ربما باستخدام امريكا لجبروت نفوذها التاريخي ، على الرغم من شعورها بحجم الاحراج الذي تتعرض له اهم الانظمة الحليفة الحليفة لها في المنطقة. ولن تخرج الزيارة عن محاولة الرياض وابوظبي الاستعانة بروسيا لحلحلة الضغط الامريكي القاتل عليهما ، والعمل على اعطائهما مساحة مناسبة لتحرك تجاه اهم الملفات العربية الشائكة والسماح لهما بلعب دورا محوريا تجاهها والمشاركة في الدفع بتعجيل الحلول لها سوى في غزة او العراق او سوريا او اليمن ، في ظل تمرد الشارع الغربي على حكوماته مما ينذر بتغيرات مفاجئة في سياسة هيمنتها على العالم .
وستعمل الزيارة على تعزيز قنوات التواصل والانفتاح السعودي الخليجي على روسيا ، والدخول في شركات راسمالية واستثمارية كبيرة وهامة تلبي حاجة كل دولة منها على حدة ، حال استداركنا لاطروحات كثيرا من العقول السعودية والخليجية بضرورة الانفتاح على روسيا ، ودول امريكا اللاتينية ، والبحث عن فرص استثمارات جديدة هناك ، هروبا من قرصنة دول الغرب وبالذات امريكا لرؤوس الاموال العربية ، وتحديد سقف متدني جدا لها يجعلها عرضة للابتزاز والضياع في اية لحظة .
اضف تعليقك على المقال