ارسال بالايميل :
4930
الكاتب : عمر الحار
لم تعرف اسرائيل في تاريخها الاستيطاني الناعم ليلة اشد وطأة وثقلا عليها كاليلة السابع من اكتوبر الماضي التي طال ليلها على المستوطنين وحكومتهم العبرية ، وانقلبت لياليهم الحمراء بجحيم لايطاق وغير مالوف في حياتهم ، واستنارت عديد من المستوطنات بحمم و نيران المقاومة المنطلقة من افواه بنادقهم ومختلف اشكال المقذوفات والقنابل . ليلة حمراء واحدة انستهم نعمة استيطانهم لفلسطين العربية خمسة وسبعين عاما .
ولم تظفر اسرائيل في ردة فعلها الحربية العنيفة بالمقاومة بالرغم من مرور ستين يوما عليها بحلول هذه الليلة . على مانال غزة خلالها من الدمار ، وتحوليها لاثر بعد عين و اطلال و ركام و خراب ، وخلوها من مظاهر الحياة الا من رجال المقاومة المقاتلين بشراسة لامثيل لها في تاريخ الحروب باعتراف اعدائهم .
نجحت حماس في كسب لعبة الحرب وتغيير قواعدها ، واستطاعت ان تفرض اخلاقها كحالة استثناء في تاريخ حروب البشرية ، وغزت صور مثاليتها قلوب العالم الذي تعاطف معها لدرجة لامثيل لها وثار على جرائم حرب الابادة لبلدة أمنة عن بكرة ابيها وفاضت شوارع مدنه بالمتظاهرين الذين اكتشفوا لاول مرة حقائق الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الذي يذبح من خمسة وسبعين عاما وسط صمت عالمي مطبق عليها .
وان جاءات ثورة الرأي العام الدولي متاخرة افضل من لا تأتي لاهميتها في شد الخناق على حكومات الدول الغربية المشارك البعض منها في تلك الجرائم بتاريخها الاجرامي الطويل والمخجل .
واضفت المقاومة بعد اخلاقيا في قتالها للعدو فرض العمل على تغيير قناعات الغالبية من الشعب الاسرائيل ، واحيت ضمير وصوت اهل التورات منهم لينطقوا بلسان الحق بان لاحق لهم في هذه الارض العربية ويفضخوا بيقين دعاوي وزيف حكوماتهم العبرية منذ العام ٤٨ م .
أثلج صمود المقاومة وبسالتها الصدور لكنه لم يخمد اوار الشك والخوف فيها من مفارقات افعالها الخرافية وثمة ما يستعصي على الفهم منها ، رغم اقرار العدو بها من قبيل اعترافه باختراق المقاومة معقل الموساد . فشل منظومة الردع الاشهر في التكنولوجيا العسكرية . عجز اقوى الانظمة الاستخبارية في العالم بالذات الامريكية والوجه الاخر لها في اسرائيل عن معرفة تحركات المقاومة ، فوق الارض وتحتها . خروج مدير جهاز الموساد الاسبق بسؤاله التعجبي الصاعق المثير للجدل هل تخلا رب موسى وهارون عنا ؟ . تراجع وزير خارجية امريكا عن تصريحاته النارية في الايام الاولى من الحرب ، بانه يهودي قبل ان يكون امريكيا ، و اقراره المغلف مؤخرا بان الحرب لن تستمر اسابيع تضمينا الموقف الامريكي الجديد منها على ضوء انقلاب الشارع على سياستها تجاه دولة الاحتلال . رفض وامتناع راقصة اسرائيلية مفرج عنها مقابلة نتنياهو ووصفه بقاتل اطفال غزة .
وبقدر اثارت هذه التساؤلات للدهشة فاني اشم منها رايحة الغدر التلمودي المميت الذي لا يامن جانب اصحابه على الاطلاق .
غزة دفعت ثمن انتصاراتها المحققة و المنتظرة ، فهي شاهدة و شهيدة على خيانة العرب ، واحترام العالم لتضحياتها .
اضف تعليقك على المقال