ارسال بالايميل :
6466
الكاتب : عادل الشجاع*
كان لميلاد حزب المؤتمر الشعبي العام في ٢٤ أغسطس ١٩٨٢ إيذانا بحقبة جديدة في تاريخ اليمن ،تركت آثارها العميقة في الوصول إلى الوحدة الوطنية والتعددية السياسية ، فقد رفع المؤسسون شعار : لا حرية بلا ديمقراطية ، ولا ديمقراطية بدون تنفيذ سيادة القانون ..
واليوم يتساءل المرء ماذا بقي من حزب المؤتمر ونفوذه بعد ٤١ عاما من التأسيس؟ واقعيا انقسم المؤتمر بعد أحداث العام ٢٠١١ ، فلم يكن هذا الانقسام مرتبط فقط بالذين ذهبوا إلى ساحة الاحتجاجات ، بل ارتبط أيضا بأولئك الذين تم اختيارهم لحكومة الوفاق الوطني ، الذين تمردوا على قرارات الحزب وانساقوا وراء مصالحهم الشخصية .
بدأت أخطاء المؤتمر بعد حرب الانفصال عام ٩٤ ،حينما بدأ في استقطاب قيادات من خارجه وشراء ولاءات مقابل السلطة ، فهاجر إليه الكثيرون من الباحثين عن السلطة من الاشتراكيين والناصريين والإصلاحيين ، هذا الاستقطاب لم ينتج سوى الخراب ، فقد ساهمت هذه القيادات في نمو سياسات طائفية من قبل الجناح الهاشمي وأخرى قروية من قبل اليسار بشكل عام .
وبمجيء الحرب في ٢٠١٥ ، فقد خلقت واقعا جديدا متناقض سياسيا ، حمل في طياته ارتدادا على أهداف المؤتمر وبرامجه ، فقد أوقعت قيادات المؤتمر الحزب في أزمة عصيبة وحولته من كيان متماسك إلى كيان مضطرب ومنقسم وأفقدت القواعد مقومات الصمود والاستقرار وتوزعت هذه القيادات في ولائها للحوثيين والإمارات والسعودية وبدأت صراعا على اقتسام التركة .
هذا الصراع سبب شروخا كبيرة أدت إلى تغييب التداول السياسي في القيادة وقام كل طرف من هذه القيادات بعملية تسليم واستلام اعتقادا منه أن بناء كتلة صغيرة تدر ربحا خاصا خير من الانضواء تحت لواء الكيان الجامع وسلموا بالتقسيم الجغرافي وتفتيت الوطن وتحول الكيان الموحد إلى كابوس من الكيانات المتناثرة لتكتشف القواعد بأن أعداء المؤتمر ليسوا الوحيدين الذين لا يرغبون بوحدة المؤتمر ، بل أيضا قيادات المؤتمر نفسها .
ونحن اليوم نستقبل الذكرى السادسة لانتفاضة الثاني من ديسمبر التي قادها الزعيم علي عبدالله صالح وعارف الزوكا والتي دعا فيها إلى الانتفاضة على الإمامة ، فلست أدري كيف يمكن أن يشرح لنا المؤتمريون الذين يعملون مع الحوثيين سبب بقاء هذا التحالف وكيف سيبرر لنا المتحالفون مع الإمارات والسعودية تجريمهم للمتحالفين مع الحوثي مع أن التبعية واحدة وخيانة الوطن واحدة ؟!
٤ نوفمبر ٢٠٢٣
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال